تصاعدت التوترات بين أثينا وأنقرة بسبب ترسيم المنطقة البحرية الخالصة، والمذكرة التركية الليبية، بعد أن تجنَّب الرئيس رجب طيب أردوغان اجتماعاً مقرراً مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في نيويورك، ما أثار تساؤلات في أثينا حول مستقبل العلاقات الثنائية.
وكشفت وسائل إعلام يونانية، الخميس، عن كواليس الواقعة على هامش فعاليات اجتماعات أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يلقي بظلال من الشك فيما إذا كانت "المياه الهادئة"، خلال العامين الماضيين، قد تفسح المجال لاضطرابات متجددة، على غرار التوترات شبه المستمرة، بين عامي 2018 و2023، في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط.
وأكد وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس تأجيل الاجتماع بسبب تضارب المواعيد، لكنه قال: "لا مجال لإيقاف الحوار، ما نهدف إليه مع تركيا هو حوار منظم يُدرك أهمية التواصل، حتى لا تُسبب الأزمات"، مؤكداً بأنه سيتم الترتيب للقاء بين الزعيمين في المستقبل القريب.
كما سلّط جيرابتريتيس الضوء على "التعاون الإستراتيجي" بين اليونان ومصر بعد محادثاته مع نظيره المصري.
وعلى الصعيد الثنائي، أكد ميتسوتاكيس على أهمية الحوار، وقال في حديثه في نيويورك مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "اليونان ترى ضرورة إبقاء قنوات التواصل مع تركيا مفتوحة"، مضيفاً: "سيُرشد هذا الموقف أثينا قبل اجتماع محتمل، وإن كان غير مؤكد، مع أردوغان في 2 أكتوبر خلال القمة الأوروبية".
ومع ذلك، انتقدت المعارضة اليونانية بشدة إلغاء اجتماع أردوغان، حيث وصف زعيم حزب باسوك الاشتراكي، نيكوس أندرولاكيس، التأجيل بأنه دليل على أن من يديرون وزارة الخارجية هم "هواة"، متهمًا الحكومة بـ"الدعاية" حول مزاعم هدوء العلاقات مع تركيا.
أما سوكراتيس فاميلوس، زعيم حزب سيريزا اليساري، فقد وصف ميتسوتاكيس بأنه "خطر على المصالح الوطنية"، في حين قال الحزب الشيوعي اليوناني إن إلغاء الزيارة يعكس "استعراضًا دبلوماسيًا للقوة" من جانب تركيا.
واتهم كيرياكوس فيلوبولوس، رئيس حزب الحل اليوناني القومي اليميني المتطرف، القيادة اليونانية بأنها أصبحت "غير مرحب بها" على المستوى الدولي.
وبالنسبة لأثينا، يظل الاحتمال الأكثر إثارة للقلق هو عودة تركيا إلى الأنشطة الاستكشافية في المناطق الواقعة شرق جزيرة كريت، بموجب مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا.