الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
اعتبرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أنه في حال تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن أوكرانيا فستكون أوروبا أمام مصائب متعددة.
وأشارت المجلة إلى أنه رغم تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، ورغم توقيع واشنطن وكييف اتفاق المعادن أخيرًا، فإن الرئيس قد يقرر الانسحاب من البلاد كليًا إذا لم يحصل على تسوية سلمية يصبو إليها.
وذكرت المجلة الأمريكية إلى أنه بصفته القائد الأعلى، يمكن لترامب تقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا بشكل مفاجئ ودراماتيكي.
وبيّنت أن الخطر الحقيقي من الانسحاب الأمريكي "المتسرع" من دعم كييف، لا يكمن في انهيار أوكرانيا فورًا، بل في احتمال فقدان الدول الأوروبية الإرادة السياسية للوقوف في وجه روسيا.
ورجحت المجلة أنه إذا تخلت واشنطن عن كييف، سيستنتج القادة الأوروبيون أن واشنطن، بعد أن كرّست نفسها لتطبيع العلاقات مع موسكو، لم تعد مهتمة بتوفير الردع الموثوق الذي وفرته لعقود، وسيعتبرون تخلي إدارة ترامب عن أوكرانيا خطوة أولى نحو أوروبا ما بعد أمريكا، وهو ما قد يُتيح لموسكو تخويف أوروبا ودفعها للخضوع، وقد يختار بعض الأوروبيين الاسترضاء بدلًا من المخاطرة بغضب روسيا، بحسب المجلة.
ورغم أن روسيا ستواجه صعوبة في تحقيق نصر حاسم في الحرب، وعلى الرغم من أن كييف تمتلك القوى البشرية والموارد والدعم اللازم للحفاظ على سيادتها في معظم أنحاء البلاد، فإن القوات الروسية قد تتقدم ببطء وتُحقّق مكاسب إقليمية، مُحقّقةً بذلك هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتمثل في إخضاع 4 مناطق من أوكرانيا لسيطرته الكاملة.
وأوضحت المجلة أنه دون مساعدة مقدمة من الولايات المتحدة، سيكون لدعم حلفاء واشنطن أمر بالغ الأهمية لأوكرانيا، إذ ستعاني أوكرانيا من نقص حاد في الدفاعات الجوية، وستتحمل ضربات صاروخية عبر خطوط المواجهة ستكون في الواقع غير قابلة للحماية.
كما ستضطر كييف إلى ترشيد الذخيرة وستفقد أحدث المعلومات في ساحة المعركة، حتى لو قرر الأوروبيون تكثيف جهودهم، فسيكون تحديد الأهداف صعبًا للغاية دون التكنولوجيا الأمريكية، على ما ذكرت المجلة.
وتعتقد إدارة ترامب أن مصير أوكرانيا لا يؤثر في مستقبل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لكن الحقيقة هي أن أوكرانيا ركيزة أساسية للأمن الأوروبي.
ولفتت المجلة إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من أوكرانيا سيُشير إلى موسكو بأن واشنطن لم تعد ملتزمة بكبح انتشار القوة الروسية في أوروبا، فإذا ما رأت روسيا ذلك الضوء الأخضر، ستميل إلى اختبار أسس الأمن الأوروبي، ليس بالضرورة من خلال الغزو، بل من خلال الترهيب والابتزاز، وفق تعبيرها.
وفي أوروبا ما بعد أمريكا، ستُنشئ موسكو خليطًا من العلاقات الفردية مع الدول الأوروبية، فتواجه بعضها بتهديدات إقليمية وتكتيكات المنطقة الرمادية، وتكافئ الآخرين على رضوخهم بالطاقة الرخيصة، قد تُحفز هذه الظروف بعض الدول الأوروبية على تبني الحياد أو حتى الشراكة مع روسيا.
وبيّنت المجلة أنه لتجنب الانجراف نحو الانقسام والصراع في أوروبا، ينبغي لإدارة ترامب ألا تُبقي أوكرانيا على هامش أوروبا، وعلى واشنطن البناء على صفقة المعادن والالتزام بأمن أوكرانيا على المدى الطويل، فوجود أوكرانيا ذات السيادة القادرة على الدفاع عن نفسها من شأنه أن يُسهم في استقرار المنطقة بأكملها، وهو مصلحة أمريكية جوهرية.
