شهدت الانتخابات الرئاسية السابقة على مدار تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الوقائع التي لم تكن ضمن حسبان الخبراء، ولا مخرجات استطلاعات الرأي.
وفي تلك الوقائع التي تكررت في عدة مناسبات خلال الانتخابات الأمريكية، لم يحقق التصويت الشعبي معادلة الفوز بالتصويت النهائي.
ومثال ذلك، فاز جورج بوش الابن بالرئاسة عام 2000 على الرغم من خسارته التصويت الشعبي لصالح الديمقراطي آل غور بفارق حوالي 500 ألف صوت، إذ فاز بوش الابن بالمجمع الانتخابي بفارق 5 أصوات وحصل على 271 صوتاً.
خلال انتخابات العام 2016، حقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزاً مفاجئاً كسر به توقعات معظم استطلاعات الرأي، التي رجحت فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وحقق جون كوينسي أدامز وروثرفود هايس وبنجامين هاريسون إنجاز الفوز بالرئاسة على الرغم من خسارتهم التصويت الشعبي.
وضمن مشاهد الرئاسة الأمريكية غير المعهودة، وضع السباق الرئاسي الجمهوري روثرفورد هايس في مواجهة الديمقراطي صمويل تيلدن خلال العام 1876.
ومع صدور النتائج، فاز تيلدن بالتصويت الشعبي وحصل على 184 صوتاً بالمجمع الانتخابي، بينما نال منافسه هايس 165 صوتا فقط.
في الأثناء، تنازع الحزبان الجمهوري والديمقراطي على أصوات فلوريدا ولويزيانا وكارولينا الجنوبية، فقد تحدث كل منهما عن فوزه بهذه الولايات وحصوله على أصواتها المقدرة بعشرين صوتاً.
أمام هذا الوضع، أنشأ الكونغرس لجنة تكونت من أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ، إضافة لعدد من قضاة المحكمة العليا، وفي نهاية المطاف، قررت اللجنة منح الـ20 صوتاً المتبقية للمرشح الجمهوري هايس الذي فاز بفارق صوت واحد، عقب حصوله على 185 صوتاً بالمجمع الانتخابي مقابل 184 لتيلدن.
خلال انتخابات العام 1888، تبادل المرشحان الجمهوري بنجامين هاريسون والديمقراطي غروفر كليفلاند، التهم حول شراء أصوات الناخبين وتقديم الرشوة لضمان الفوز، وفق "العربية".
وفي جنوب البلاد، فعل الديمقراطيون كل ما بوسعهم لمنع السود من الإدلاء بأصواتهم بسبب ميلهم للجمهوريين.
ومع صدور النتائج، فاز الديمقراطيون بالجنوب، بينما حصل الجمهوريون على أصوات ولايات الشمال. إلى ذلك، فاز كليفلاند بالتصويت الشعبي بفارق 90 ألف صوت، لكنه خسر السباق الرئاسي لصالح هاريسون الذي فاز بالمجمع الانتخابي عقب حصوله على 233 صوتاً مقابل 168 لكليفلاند.
خلال انتخابات العام 1824، تنافس 4 مرشحين على الرئاسة وهم أندرو جاكسون وجون كوينسي آدامز وويليام كروفورد وهنري كلاي.
وعقب فرز الأصوات وصدور النتائج الرسمية، فاز أندرو جاكسون في التصويت الشعبي والمجمع الانتخابي. ورغم ذلك، لم يفز جاكسون بالرئاسة بسبب عدم حصوله على أغلبية، أي أكثر من النصف، في تصويت المجمع الانتخابي.
وحسب ما جاء في الدستور الأمريكي، يجب المرور عبر مجلس النواب لتحديد الرئيس من بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أكثر الأصوات.
ورغم استبعاده بسبب حصوله على المركز الرابع، مارس كلاي نفوذه على النواب، بصفته رئيس مجلس النواب، لتحديد هوية الرئيس المقبل.
وبشكل مفاجئ، صوت مجلس النواب لصالح تولي جون كوينسي أدامز الرئاسة، مستبعدين بذلك أندرو جاكسون الذي فاز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي.