شنت روسيا هجوماً عنيفاً على مدينة "ترنوبل" غرب أوكرانيا، الأربعاء، في وقت سافر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات في تركيا.
وأطلقت روسيا 476 طائرة مسيّرة و48 صاروخاً، أصابت بنية تحتية للطاقة والنقل، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء بعدة مناطق في أوكرانيا، في وقت من العام تنخفض فيه درجات الحرارة بشدة.
ودُمرت الطوابق العليا من مبنى سكني في "ترنوبل"، خلال الهجوم، وبينما تصاعد دخان أسود، حاولت طواقم الإطفاء لإخماد النيران. وتجمع سكان خارج المبنى في انتظار أنباء عن أقاربهم.
وقال مسؤولون أوكرانيون، الأربعاء، إن 25 على الأقل قتلوا في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال الليل، استهدف مباني سكنية في مدينة "ترنوبل"، وبلغ عدد المصابين نحو 80 آخرين.
وقال مسؤولون إن من بين القتلى 3 أطفال وإن عدد القتلى ربما يرتفع إذ لا يزال نحو 25 شخصا في عداد المفقودين.
جاءت الضربات الروسية بعد يوم من إعلان الجيش الأوكراني إطلاقه صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى، زودتها بها الولايات المتحدة، على أهداف عسكرية داخل روسيا.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الأوكراني باستخدام هذه الصواريخ على الأراضي الروسية.
ويتوجه زيلينسكي إلى العاصمة التركية أنقرة، في محاولة لإحياء المساعي الأمريكية لإنهاء الحرب. وسيجري محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وسط تقارير تفيد بأن المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، يعمل على خطة مع نظيره الروسي كيريل دميترييف.
وتهدف محادثات زيلينسكي في أنقرة إلى المساعدة في إحياء مفاوضات السلام مع روسيا، وذلك عقب جولة قصيرة في عواصم أوروبية، سبقت تركيا، وهو ما قوبل بالتصعيد الروسي الأخير.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي اثنين من كبار مسؤولي الجيش الأمريكي في كييف، الخميس. ويُعتبر وزير الجيش دان دريسكول ورئيس أركان الجيش راندي جورج أرفع مسؤولين عسكريين أمريكيين يزوران العاصمة الأوكرانية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه
وحثّ زيلينسكي حلفاءه على زيادة الضغط على روسيا لإنهاء حربها المستمرة منذ نحو 4 سنوات في أوكرانيا، بما في ذلك تزويد كييف بمزيد من صواريخ الدفاع الجوي.
وأغلقت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي تقع على الحدود مع غرب أوكرانيا، مطاريْ "جيشوف" و"لوبلين" في جنوب شرق البلاد مؤقتاً، ودفعت بطائرات من قواتها الجوية ومن طائرات الحلفاء في إجراء احترازي لحماية مجالها الجوي.
وكتب زيلينسكي على منصة "إكس" معلقاً على الضربة في ترنوبل: "كل هجوم صارخ على مظاهر الحياة العادية يوضح أن الضغط على روسيا ليس كافيا. العقوبات الفعالة ومساعدة أوكرانيا يمكن أن تغير هذا".
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إن أوكرانيا "ستسلط الضوء على جريمة روسيا المروعة... في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غداً".
وقال مسؤولون في قطاع الطاقة إن بنى تحتية تعرضت للاستهداف في 7 مناطق في أوكرانيا. وفرضت السلطات قيوداً على استخدام الكهرباء للمستهلكين في أنحاء البلاد.
وقال شهود إن دوي انفجارات سمع في مدينة "لفيف" في غرب البلاد وإن سكان كييف احتموا في محطات مترو الأنفاق صباح، الأربعاء.
وقالت روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين عمدا، إنها شنت غارات جوية رداً على ما قالت إنها "هجمات إرهابية" على الأراضي الروسية.
وذكرت أن القوات الأوكرانية أطلقت 4 صواريخ أمريكية الصنع من طراز "أتاكمز" على مدينة "فورونيج" جنوب روسيا، بعد إعلان الجيش الأوكراني، الثلاثاء، أنه هاجم أهدافاً عسكرية في روسيا بالصواريخ.
