سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مدينة غزة

logo
العالم

"وطن دون أوراق".. الحروب تخلّف نازحين "بلا جنسية" في الساحل الأفريقي

"وطن دون أوراق".. الحروب تخلّف نازحين "بلا جنسية" في الساحل الأفريقي
نازحون في إحدى الدول الأفريقيةالمصدر: unhcr
10 يوليو 2025، 6:15 م

أثارت تقارير أممية ودولية تحذيرات واسعة بشأن مصير ملايين النازحين وعديمي الجنسية في منطقة الساحل الأفريقي، الذين باتوا دون مأوى في ظل تصاعد أعمال العنف، وارتفاع وتيرة الهجرة غير النظامية من دول مثل تشاد والنيجر وبوركينا فاسو ومالي باتجاه شمال أفريقيا وأوروبا.

وكشفت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) أن تشاد تضمّ ما يقارب 1.8 مليون نازح أو شخص عديم الجنسية، معربة عن "قلقها العميق" إزاء "الوصول المحدود للاجئين والنازحين إلى الخدمات الأساسية"، محذرة من "استمرار تعرّضهم لأشكال متداخلة من التمييز، وهو ما يضاعف هشاشتهم في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة".

مأساة تتفاقم

وتأتي هذه التحذيرات الأممية في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في دول الساحل، بما في ذلك التنظيمات المتشددة مثل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وأكد الناشط الحقوقي النيجري، محمد سايفو، لـ"إرم نيوز" أن "الوضع مأساوي بالفعل، ليس فقط في النيجر، بل في بوركينا فاسو وتشاد ومالي أيضاً"، مضيفاً أن "ملايين النازحين والمدنيين يدفعون ثمن النزاعات الجارية في هذه الدول، وهم بحاجة ماسة إلى مساعدات وخدمات إنسانية عاجلة".

وتابع سايفو: "المعضلة أن الحكومات الوطنية نفسها تواجه صعوبات كبيرة في إيصال الخدمات، خصوصاً أن مناطق واسعة من أراضيها خارجة عن السيطرة، ولا تتوفر بيانات رسمية دقيقة حول حجم هذه الأراضي، لكنها بالفعل شاسعة".

وشدد على أن "هذه الظروف تفاقم مآسي النازحين وعديمي الجنسية، خاصة في ظل ازدياد عدد الولادات داخل معسكرات النزوح، وهو ما يعني أن أعداداً متزايدة من الأطفال يولدون بلا جنسية، مما يضع مستقبلهم على محك حقيقي".

مصير غامض

ورغم تصاعد الأزمة، لم تعلن سلطات دول المنطقة حتى الآن عن خطط واضحة لاستعادة النازحين أو معالجة أوضاع عديمي الجنسية، في ظل أزمات داخلية سياسية واقتصادية تعاني منها حكومات انتقالية يقود معظمها مجالس عسكرية جاءت إلى الحكم عقب انقلابات.

أخبار ذات علاقة

جنود من النيجر

تصعيد دموي غرب النيجر.. الجماعات المسلحة تُعقد الأزمة في الساحل الأفريقي

 وقال المحلل السياسي المختص بالشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، لـ"إرم نيوز" إن "النازحين واللاجئين في منطقة الساحل يعيشون أوضاعاً صعبة ومعقدة، ما يجعل مصير ملايين الأشخاص مجهولاً، رغم وجود محاولات من الحكومات الوطنية لرعاية هذه الفئات الهشة".

واعتبر عثمان أن "بعض التقارير الدولية تبالغ أحيانا في تصوير فشل الجيوش الوطنية في إدارة الحكم، فالوضع ليس مثالياً، لكن هناك جهودا تُبذل، والأمور تمضي في الاتجاه الصحيح تدريجياً، مع بقاء قضايا النازحين وعديمي الجنسية من أبرز التحديات".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC