تحوّل المؤثر الجزائري "دوالمن" إلى رمز للخلافات بين باريس والجزائر، يعكس توترًا دبلوماسيًا متصاعدًا بين البلدين، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
بعد أربعين عامًا من الإقامة في فرنسا، وبسجل مليء بالمشاكل القضائية، يواجه هذا الرجل البالغ من العمر 59 عامًا إجراءات ترحيل من قبل وزارة الداخلية الفرنسية، وذلك بسبب مهاجمته معارضًا جزائريًا عبر منصة "تيك توك".
ورغم أن قرار طرده السابق وإلزامه بمغادرة الأراضي الفرنسية قد أُلغيا من قبل المحكمة الإدارية، إلا أن القضية لا تزال مفتوحة.
وبملامح مرهقة، وكتفين منحنيتين، وجينز فضفاض وسترة مهترئة عند الياقة، وقف بوعلام نمان، المعروف بلقب "دوالمن" مرتبكًا أمام لجنة الطرد في محكمة مونبلييه، يوم الأربعاء 5 مارس آذار. وقال بصوت مضطرب: "بصراحة، أشعر بالخجل... أنا نادم... أعتذر بصدق عن كل ما حدث".
وفي قاعة شبه فارغة، حيث جلست ثلاث قاضيات للنظر في القضية بشكل استشاري فقط، كان من الصعب تصديق أن هذه الجلسة تمثل أحد فصول الأزمة الدبلوماسية المتوترة بين باريس والجزائر، إلا أن القضية أصبحت رمزًا للخلاف، حيث يعكس هذا الرجل، بتاريخ مليء بالمخالفات وتعاطي المخدرات، أحد أوجه الأزمة.
وتعود جذور القضية إلى مقطع فيديو نشره دوالمن في 4 يناير كانون الثاني على حسابه في "تيك توك"، الذي يتابعه حوالي 140 ألف شخص، دعا فيه إلى "عقاب صارم" لمعارض جزائري.
هذا الفيديو دفع عمدة مونبلييه الاشتراكي، ميكائيل ديلافوس، ومحافظ منطقة إيرو، فرانسوا كزافييه لوك، إلى تقديم بلاغ ضد دوالمن؛ ما جعله ضمن مجموعة من المؤثرين الجزائريين المستهدفين بإجراءات قضائية وترحيل محتمل من الأراضي الفرنسية.
وليست قضية "دوالمن" مجرد ملف قانوني، بل تتشابك مع العلاقات السياسية المتوترة بين فرنسا والجزائر.
ويرى البعض أن إعادة فتح ملفه القضائي ما هو إلا جزء من سياسة فرنسية مشددة تجاه بعض الشخصيات المثيرة للجدل، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين البلدين بشأن قضايا الهجرة والتصريحات المتبادلة بين المسؤولين.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الإجراءات القانونية بحقه، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتم ترحيل "دوالمن" بالفعل، أم أن الضغط الدبلوماسي الجزائري قد يؤثر على القرار النهائي؟