الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تعقدت الأزمة بين باكستان وأفغانستان، ووصلت إلى طريق مسدود يبحث عن حل لا يذهب إلى حرب بين البلدين، في ظل ما جاءت به محادث إسطنبول بين الجانبين، مؤخراً، من فشل وعدم توافق.
ورصد خبراء، عدة سيناريوهات منتظرة بعد انهيار المحادثات، السيناريو الأكثر ترجيحاً العودة إلى الهدنة بين الطرفين، لكنها ستكون بشروط قاسية من الطرف الباكستاني، في وقت ستولد فيه المعابر المغلقة مشاكل أخرى أكثر تصعيداً بين الطرفين، لكن الوسطاء في الساعات الحالية، يحاولون منع الذهاب لحرب شاملة.
ومن بين السيناريوهات أيضاً، بحسب ما أكد خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ينتج تصعيد محدود يؤدي إلى نزاع عسكري ومن ثم العودة إلى المفاوضات، في ظل ما تفعله، حالياً، القوات الباكستانية بمواصلة جولات من القصف على الحدود، وهو ما سيثير أزمة لاجئين، وسيتسبب في تعطيل إقليمي للتجارة، ومن المنتظر أن تتدخل قوى إقليمية في هذا الحالة، مثل: الهند، والصين، وإيران، لاحتواء النزاع.
وكان وزير الدفاع الباكستاني أعلن أن محادثات السلام مع أفغانستان في إسطنبول، والتي كانت تهدف إلى وقف تجدد الاشتباكات الحدودية، انهارت، لكنه أشار إلى أن وقف إطلاق النار سيظل صامداً طالما لم تحدث هجمات من الأراضي الأفغانية.
وجاء ذلك في وقت حذّر وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري، باكستان من اختبار صبر بلاده، داعياً إلى ضبط النفس والحوار بعد انهيار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان.
وقالت مصادر أفغانية مطلعة على محادثات إسطنبول بين باكستان وأفغانستان، إن انهيار التفاوض بين الجانبين جاء بسبب ما رأته كابول من شروط تعجيزية ليس فقط ما يتعلق بقيام كابول بنقل مسلحي "طالبان – باكستان" إلى أفغانستان، ولكن ضمان عدم حدوث أي مشاكل أمنية داخل باكستان، وأن ذلك يكون مسؤولية أفغانستان.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الوفد الأفغاني طالب بصيغة أخرى للمباحثات لا تكون تعجيزية من إسلام أباد، لاسيما أن كابول غير مسؤولة عن منع حدوث أي مشاكل أمنية بشكل عام في باكستان في وقت تعتبر هذه الأزمات الأمنية قائمة في ملفات أخرى ومنذ عقود وليس لأفغانستان علاقة بها، ومعظمها يتعلق بالداخل الباكستاني فقط.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب الأفغاني حدد مسؤوليته في حال ذهاب المحادثات إلى اتفاق وهو أن يضمن عدم استخدام أراضيه لأية أعمال عسكرية ضد باكستان.
وبدوره، يقول رئيس حركة التفاهم والإصلاحات في أفغانستان، الدكتور فضل الهادي وزين، إن عدم نجاح المحادثات بين الوفد الأفغاني والباكستاني في إسطنبول، رغم المحاولات التي بذلتها تركيا وقطر، يدل على أن المنطقة على وشك بدء لعبة جديدة، وهذه اللعبة - كما وصفها - "تشبه اللعب بالنار".
وأضاف وزين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الخيار المتبقي في ظل هذا التعقيد هو التصعيد بين البلدين الجارتين، وهما دولتان مسلمتان تربطهما روابط الدين والتاريخ والثقافة والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن هذا التصعيد لن يكون في مصلحة أيٍّ من الطرفين.
وبيّن وزين أن ما حدث، مؤخرًا، من تصعيد، عندما قامت الطائرات الباكستانية بقصف مدينة كابول مرتين، يبدو متعلقاً بقضايا أخرى، وسط ربط ذلك بطلبات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالعودة إلى قاعدة "باغرام"، إذ هدد بأنه في حال لم يتم تسليم القاعدة، ستحدث تطورات سلبية، وفق تقديره.
وأشار إلى أن هناك احتمالات بدخول أطراف أخرى على خط الأزمة، مثل: الهند، وروسيا، والصين، مما يزيد من خطر التصعيد واستنزاف موارد البلدين معًا، مضيفًا أن التاريخ يُثبت أن الطرف الذي يبدأ الحرب ليس بالضرورة هو من ينهيها، وغالبًا ما تظهر أطراف أخرى في المنتصف تحمل أجندات مختلفة.
وأفاد وزين أن موقع أفغانستان الجيوسياسي يجعلها مهمة من الناحية الجيوستراتيجية ، تحيط بها 4 دول نووية على الأقل، وهي: الهند، وباكستان، والصين، وإيران، إضافة إلى نفوذ روسيا القوي في آسيا الوسطى، موضحاً أن استمرار التصعيد قد يُدخل المنطقة في "حرب مجنونة" لا يُعرف كيف ستستمر، وإلى أي مدى، ولا كيف ستنتهي.
وتابع أنه لا يرى أي فائدة من هذه الحرب سواء لباكستان أو أفغانستان، وأن الحل الأمثل هو عبر الحوار والمحادثات، خاصة في ظل وجود دول وسيطة، مثل تركيا وقطر، تبذل جهودها لإخماد الفتنة ووقف التصعيد، متمنياً أن لا تنزلق الأمور نحو المواجهة العسكرية والتصعيد.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الآسيوية، الدكتور محمد بايرام، أن السيناريو الأكثر ترجيحاً العودة إلى الهدنة بين الطرفين، لكنها ستكون بشروط قاسية من الطرف الباكستاني، في وقت ستولد فيه المعابر المغلقة مشاكل أخرى أكثر تصعيداً بين الطرفين لكن الوسطاء في الساعات الحالية، يحاولون منع الذهاب لحرب شاملة.
وذكر بايرام في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الذهاب لحرب شاملة أمر مستبعد لأنه ليس من مصلحة البلدين في وقت تدرك فيه كابول وإسلام أباد مخاطر ذلك جيداً بالإضافة إلى أن دول الجوار لن تقبل بذلك نظراً لمعرفة خطورة ذلك جيداً.
وأوضح أن السيناريو الثاني، اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، ووجود مراقبين إقليميين غير دوليين، أي من الدول المجاورة لأفغانستان وباكستان لضبط الحدود، ويقومون بالإشراف على فتح الملفات، والتحكم بملفات عبور اللاجئين.
والسيناريو الثالث، بحسب بايرام، أن يكون هناك تصاعد للمواجهة بسبب تشغيل أدوات ووكلاء مسلحين من الطرفين وهو سيناريو كارثي، لأن ذلك سيؤدي على المدى القريب إلى حرب شاملة.
أما السيناريو الرابع، فهو تصعيد محدود يؤدي إلى نزاع عسكري ومن ثم العودة إلى المفاوضات وهذا ما تفعله، حالياً القوات الباكستانية حيث تواصل جولات من القصف على الحدود، لكن هذا الأمر كلفته المادية عالية، وسيثير أزمة لاجئين، وسيتسبب في تعطيل إقليمي للتجارة، ومن المنتظر أن تتدخل قوى إقليمية في هذا الحالة، مثل: الهند، والصين، وإيران، لاحتواء النزاع.
واعتبر بايرام أن الانهيار الحالي للمحادثات يضع المنطقة عند نقطة مفصلية، ولا تزال الخيارات متاحة، حيث يمكن الذهاب إلى هدنة تكون عبارة عن حل مؤقت تعطل الحرب الشاملة.