تمضي بولندا قُدمًا في تثبيت قانون جديد مثير للجدل، بدعم من قادة الاتحاد الأوروبي، لتعليق منح اللجوء للوافدين الجدد الذين يعبرون البلاد عبر بيلاروسيا، بعد اتهام موسكو باستغلال تدفقات الهجرة لزعزعة الأمن في المنطقة.
وحسب موقع "يورونيوز"، فقد أقرّ البرلمان البولندي هذا الإجراء، ومن المتوقع أن يوقعه الرئيس أندريه دودا، وفقًا لما صرّح به رئيس الوزراء دونالد توسك، الجمعة.
وقال توسك في بروكسل، عقب اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في اليوم السابق، "كل يوم تأخير يُعرّض حرس حدودنا وجنودنا وضباط شرطتنا لمزيد من المخاطر، إذ يُطيل أمد هذه الأزمة الحادة على الحدود، وبفضل هذه السياسة الصارمة، نُوقف هذه الموجة بفعالية".
وفي أكتوبر/تشرين الأول، زعم توسك أن روسيا هي التي دبرت تدفق المهاجرين المحتملين، وكثير منهم من أفريقيا والشرق الأوسط، واصفًا إياه بـ"الحرب الهجينة".
ويُزعم أن حرس الحدود البيلاروسيين يساعدون بنشاط الجماعات التي تحاول عبور الحدود، كما صرّح توسك سابقًا، في محاولة لاستنزاف الموارد وزعزعة استقرار بولندا.
ويُخوّل القانون الحكومة تعليق تسجيل طلبات اللجوء في المناطق الحدودية المُحددة لمدة تصل إلى 60 يومًا، قابلة للتمديد بموافقة البرلمان، وتُستثنى الفئات الضعيفة، بما في ذلك القُصّر غير المصحوبين بذويهم والنساء الحوامل.
وقال توسك: "نشهد يوميًا ما بين 100، 150، وحتى 200 محاولة لعبور الحدود بشكل غير قانوني".
وانتقد مراقبون وجماعات حقوق الإنسان الخطة، ووصفوها بأنها "غير قانونية"، وحذّروا من أن تنفيذ "عمليات صد تعسفية" ينتهك قانون الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي للاجئين.
واتهم تقرير نُشر هذا الأسبوع القوات البولندية والبيلاروسية بإساءة معاملة المهاجرين المحاصرين في غابة بيالوفيجا بشكل ممنهج.
وفصّل التقرير حالات ضرب وهجمات بالكلاب وإعادتهم قسرًا على يد حراس بولنديين، بالإضافة إلى التعذيب والاغتصاب على يد القوات البيلاروسية.
كما أدانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عمليات الطرد القسري للأشخاص دون السماح لهم بتقديم طلبات اللجوء، ووصفتها بأنها غير قانونية.
ويُعد تعليق طلبات اللجوء أحدث فصل في سياسة الهجرة المتشددة التي تنتهجها بولندا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار المقبل.
وهذه ليست أول موجة هجرة تحاول بولندا وقفها؛ ففي عام 2021، واجهت بولندا حالة طوارئ وطنية عندما حاول عشرات الآلاف عبور حدودها مع بيلاروسيا، حيث حوّل زعيمها ألكسندر لوكاشينكو المهاجرين اليائسين إلى سلاح ردًا على العقوبات المفروضة عليه وعلى حلفائه.
واستغل توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، علاقاته في بروكسل لتأمين الدعم لهذه الخطوة.
وكان قد اقترحها لأول مرة في اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث أيدوا استثناءات من قواعد اللجوء في "الحالات الاستثنائية" التي تنطوي على تهديدات من روسيا وبيلاروسيا.
