logo
العالم

في بوكروفسك.. عمال المناجم "يتحدّون" الحرب والجيش الروسي

في بوكروفسك.. عمال المناجم "يتحدّون" الحرب والجيش الروسي
عمال منجم فحم في أوكرانياالمصدر: غيتي
08 أكتوبر 2024، 11:45 ص

في مدينة بوكروفسك المحاصرة، يواصل آخر عمال مناجم الفحم في أوكرانيا عملهم على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، رغم تقدم القوات الروسية والقصف المستمر، ولا سيما أن الفحم الذي يستخرجونه أصبح حيوياً لمجهود أوكرانيا الحربي، وإصرارهم لا يزال صامداً.

ويقول أليكسي، أحد عمال المناجم الذين لا يزالون يعيشون مع أسرهم في ضواحي المدينة: "المغادرة ليست خياراً، المنجم هو حياتنا، ونحن بحاجة إلى الفحم من أجل الحرب"، ومثل العديد من زملائه، يرى أليكسي أن عمله هو مساهمته في الدفاع عن بلاده، رغم نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء بسبب النزاع.

وبحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية ،أصبح الفحم المستخرج من بوكروفسك، الذي كان أساسياً لاقتصاد أوكرانيا الصناعي، أكثر أهمية منذ عام 2014، عندما بدأت الحرب مع القوات المدعومة من روسيا، لافتة إلى أن أوكرانيا فقدت 80% من احتياطياتها من الفحم، التي أصبحت تحت سيطرة روسيا. 

وتعد بوكروفسك الآن واحدة من آخر معاقل صناعة الفحم في البلاد، وقبل الحرب، كانت شركة "ميت إنفست"، وهي عملاق الصلب المملوك للأوليغارشي رينات أخميتوف، تستخدم فحم بوكروفسك لتشغيل مصانعها في شرق أوكرانيا، بما في ذلك مصنع الصلب "آزوفستال"، الذي أصبح رمزاً للمقاومة الأوكرانية في عام 2022.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنّ وضع عمال المناجم يزداد تعقيداً مع تقدم الهجوم الروسي، ولا سيما أن القوات الروسية على بعد سبعة كيلومترات فقط من المدينة، منوهة أنّ ضربة صاروخية روسية حديثة قتلت اثنين من عمال المنجم، ومع ذلك، يستمر العمل، ولكن بقدرة مخفّضة. 

وتقلصت القوة العاملة في المنجم من 12,000 عامل إلى 3,000 فقط، بينما انخفض الإنتاج من 25,000 طن من الفحم يومياً إلى 5,000 طن فقط، وفقاً لمسؤولي المنجم.

أخبار ذات علاقة

القوات الأوكرانية

بعد دعوة برلماني أوكراني.. ما إمكانية فتح جبهة قتال جديدة مع بيلاروسيا؟

 

من جانبه، يقول دميتري، وهو أحد العمال: "أصبحت الساعات الطويلة تحت الأرض هي الوضع المعتاد"، حيث يعمل الآن لمدة تصل إلى 16 ساعة.

وأضاف: "نعمل أكثر لتعويض نقص العاملين"، مبينا أنه رغم الجهود الإضافية، يحصل العمال على زيادة طفيفة في الأجر، لكنه استدرك: "نفعل ما يجب علينا فعله، لأننا نعلم أن الأمر مهم".

من جهتها، حاولت شركة "ميت إنفست" حماية موظفيها، حيث عرضت إجلاء العائلات إلى مناطق أكثر أماناً وبناء مساكن قرب المنجم للعمال القادمين من القرى الأكثر خطراً، إلا أنّ العديد من عمال المناجم، مثل سيرهي، اختاروا البقاء. 

يقول سيرهي: "المنجم دائماً كان خطيراً، لكننا نستمر في العمل حتى بعد كل هذه السنين".

وختمت الصحيفة بالقول، إن سقوط بوكروفسك سيكون كارثياً على إنتاج الصلب في أوكرانيا، الذي انخفض بالفعل بنسبة 70% منذ عام 2022.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC