كشف شاهد عيان لشبكة "سي بي إس نيوز"، اليوم الجمعة، أن إطلاق النار على الفلسطينيين لا يقتصر على الجيش الإسرائيلي، بل يشمل أيضًا أفرادًا تم توظيفهم من خلال مقاولين أمريكيين لتأمين مواقع مؤسسة غزة الإنسانية.
ومنذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية قبل نحو 3 أشهر، أفادت الأمم المتحدة بمقتل مئات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين العسكريين الأجانب في مواقع المساعدات التابعة لها أو بالقرب منها في القطاع.
وذكرت الشبكة، أن الشاهد "مايك"، الذي طلب إخفاء هويته خشية الانتقام، قام بتصوير مقاطع فيديو سرًا، يظهر فيها صوت إطلاق نار قال إنه استهدف فلسطينيين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات.
وأوضح مايك أنه حين تعاقدت معه شركة لوجستية أمريكية لقيادة شاحنات المساعدات في إسرائيل، لم يكن يعلم أن عمله سيشمل التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية داخل قطاع غزة.
وقال: "احتجت يومين أو 3 لأفهم أنهم كانوا يطلقون النار على المدنيين وليس على المقاتلين". وعندما سُئل إن كان يظنها طلقات تحذيرية، أجاب مايك: "لا، بل هي عشوائية"، مؤكداً أن كلًا من الجيش الإسرائيلي، وعناصر الأمن الأمريكي، شاركوا في إطلاق النار.
وأضاف أن الفلسطينيين كانوا يتجمعون قرب المواقع قبل ساعات من فتحها ليكونوا أول من يحصل على الطعام، مضيفاً: "لم أرَ قط حشدًا من الناس يتصرف بمثل هذه الحدة واليأس".
وعندما سُئل مايك عن أسوأ ما مرّ به، قال إنه كُلّف ذات مرة من قِبل مقاولي الأمن بتنظيف بقايا بشرية وحيوانية مجاورة لأحد المواقع أثناء عمله، بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها.
وقال: "أجد صعوبة في الحديث عن الأمر. حتى أنني أشعر أشعر بضيق في صدري. أشعر وكأنني أفقد أعصابي تمامًا."
وأضاف: "كانوا يتباهون كثيرًا بعدد الأشخاص الذين قتلوا، إن كانوا قد نجحوا في اصطياد الحيوانات. أو بعدد الطيور التي اصطادوها متفاخرين بإتقان تصويبهم".
من جانبها، قال مؤسسة غزة الإنسانية، لشبكة "سي بي إس نيوز" إن المتعاقدين معها لا يستهدفون المدنيين، مؤكدة أنه لم يُسجل أي حادثة وفاة بالرصاص في مواقعها أو حتى ضمن نطاق رؤيتها، نافية وجود أي حالات مرتبطة بجثث مجهولة الهوية في محيط مواقعها.