قالت نينا جرايجر مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو إن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 وحربه التجارية مع حلفائه أمور تتعارض مع روح وصية ألفريد نوبل، ما يحد من فرصه لنيل الجائزة.
ويترقب العالم إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، في وقت لاحق اليوم الجمعة، في عام هيمنت عليه حملة مستمرة منذ أشهر، للرئيس الأمريكي، للفوز بما يمكن القول إنها أرفع جوائز العالم.
ويعبر ترامب صراحة عن رغبته في الحصول على الجائزة التي فاز بها 4 من أسلافه، وهم باراك أوباما في 2009 وجيمي كارتر في 2002 وودرو ويلسون في 1919 وثيودور روزفلت في 1906، بحسب "رويترز".
وفاز المذكورون بالجائزة أثناء وجودهم في مناصبهم باستثناء كارتر، فيما جرى اختيار أوباما للفوز بالجائزة بعد أقل من 8 أشهر من توليه المنصب، وهو الحال نفسه مع ترامب حالياً.
لكن عندما يتوجه يورجن فاتنه فريدنس، رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، إلى الميكروفون في معهد نوبل النرويجي بأوسلو في الساعة 0900 بتوقيت غرينتش، يستبعد الخبراء في الجائزة تماما نطق اسم ترامب.
أعلن ترامب، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، في إطار المرحلة الأولى من مبادرته لإنهاء الحرب في القطاع.
لكن بحسب صحيفة "فيردينس جانج" النرويجية اليومية فإن اللجنة اتخذت قرارها، يوم الاثنين، أي قبل إعلان الاتفاق، وحتى لو كان أعضاؤها الخمسة على علم بالأمر قبل اتخاذ قرارهم بشأن جائزة هذا العام، فمن المستبعد أن يتسرعوا في اتخاذ قرار يقضون عادة عدة أشهر في مناقشته.
ويرى أصحاب الخبرة في جائزة نوبل أن فوز ترامب مستبعد للغاية، وأرجعوا هذا إلى ما يعتبرونه جهوده لتفكيك النظام العالمي الدولي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية والذي يحظى بتقدير كبير من لجنة نوبل.
تعتمد اللجنة النرويجية لجائزة نوبل المكونة من 5 أعضاء على وصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل أساسا لقراراتها. وتشكل الوصية الأساس أيضاً لجوائز نوبل في الأدب والكيمياء والفيزياء والطب.
قالت مصادر مطلعة إن اختيار الفائز بالجائزة يأتي بعد عملية مداولات تستمر على مدار العام، وتتم مناقشة نقاط القوة والضعف لدى المرشحين من قبل اللجنة المكونة من خمسة أعضاء.
ويتعين أن تصل الترشيحات للجائزة إلى اللجنة بحلول 31 يناير/ كانون الثاني. ويمكن لأعضاء اللجنة أيضا تقديم ترشيحات ولكن يجب تقديمها قبل الاجتماع الأول للجنة في فبراير شباط.
وبعد ذلك، تجتمع اللجنة مرة شهريا تقريبا. ويُتخذ القرار عادة في أغسطس آب أو سبتمبر أيلول، وقد يُتخذ بعد ذلك كما حدث هذا العام.
وتقول لجنة نوبل إنها معتادة على العمل تحت ضغط من أفراد أو مؤيدين لهم يرون أنهم يستحقون الجائزة.
وقال فريدنس رئيس اللجنة النرويجية: "جميع السياسيين يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام".
وأضاف: "نأمل أن تكون المثُل التي تدعمها جائزة نوبل للسلام شيئا ينبغي على جميع القادة السياسيين السعي لتحقيقه... نلاحظ الاهتمام، سواء في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم، ولكن بعيدا عن ذلك، نعمل بنفس الطريقة التي نعمل بها دائما".