شكّك تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" في قدرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تحقيق هدفها المتمثل في ترحيل مليون مهاجر على الأقل بحلول عام 2026.
وبحسب الصحيفة، بينما تسعى الإدارة جاهدةً لترحيل المزيد من المهاجرين خلال السنة الأولى من تولّي ترامب منصبه، يُطرح رقم طموح، المليون مهاجر، باستمرار في المحادثات الخاصة، وفقًا لأربعة مسؤولين فيدراليين حاليين وسابقين مطلعين على الخطط.
ورغم أن ترحيل مليون شخص، في عام واحد، سيتجاوز الإحصاءات السابقة، إذ بلغ أعلى رقم حتى الآن نحو 400 ألف مهاجر سنويًا في عهد باراك أوباما، قال مسؤولون، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الهدف الداخلي، إن إدارة ترامب لا تفصح عن كيفية احتساب هذه الأرقام.
ويقول محللون إن الإحصاءات المتاحة تجعل هذا الهدف يبدو غير واقعي، إن لم يكن مستحيلًا، نظرًا للقيود المتعلقة بالتمويل، ومستويات التوظيف، وحق معظم المهاجرين في حضور جلسات استماع قضائية قبل ترحيلهم.
وأضافت الصحيفة، نقلًا عن مسؤولين حاليين وسابقين، أن مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر، ينسّق بشكل شبه يومي مع مسؤولين من وزارة الأمن الداخلي ووكالات فيدرالية أخرى لتحقيق هذا الهدف.
وأشار مسؤولون إلى أن إحدى الاستراتيجيات لزيادة الأعداد بسرعة تتمثل في إيجاد طرق لترحيل بعض المهاجرين البالغ عددهم 1.4 مليون، والذين صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية، لكن لا يمكن ترحيلهم لأن بلدانهم الأصلية ترفض استقبالهم.
وقال مسؤولان آخران إن الإدارة تتفاوض مع ما يصل إلى 30 دولة لاستقبال المرحّلين من غير مواطنيها.
وفي ملف قضائي حديث، قالت الإدارة إنها تأمل في إرسال "آلاف" المهاجرين إلى هذه الوجهات، المعروفة باسم "الدول الثالثة".
وتابعت الصحيفة أن هذا الجهد يُعد الأكثر طموحًا حتى الآن، على الرغم من أن الإدارات السابقة حاولت تنفيذ عمليات ترحيل إلى دول ثالثة لسنوات، إلا أن إدارة ترامب تسعى لتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلية في تاريخ الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين بدؤوا بالفعل في ترحيل أشخاص إلى دول لا يحملون جنسيتها، من بينها المكسيك وكوستاريكا وبنما.
كما تم ترحيل مهاجر واحد على الأقل إلى رواندا هذا الشهر، بعد مفاوضات مكثفة بين محاميه وإدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ونبه التقرير على أن العثور على 1.4 مليون شخص صدرت بحقهم أوامر ترحيل ليس بالأمر السهل، رغم الحملة المكثفة التي شاركت فيها عدة وكالات، من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي، وإدارة مكافحة المخدرات، ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، بهدف مساعدة موظفي الهجرة على احتجاز المهاجرين وترحيلهم.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، لم يُجب على أسئلة بشأن هدف الحكومة، لكنه قال في رسالة بريد إلكتروني إن إدارة ترامب حصلت على تفويض من الناخبين لإصلاح سياسات الهجرة وأمن الحدود التي اتبعتها إدارة بايدن.
وأضاف ديساي أن "إدارة ترامب بأكملها مُتفقة على تنفيذ هذا التفويض، وليس على أهداف عشوائية، من خلال نهج حكومي شامل يضمن الترحيل الجماعي الفعّال للمهاجرين غير الشرعيين، بمن فيهم الإرهابيون والمجرمون".
