قرر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزان يوم الاثنين، تعيين مسيبيسي جوناس، الذي شغل سابقاً منصب نائب وزير المالية، كمبعوث خاص له إلى الولايات المتحدة، حيث تأتي هذه الخطوة في محاولة لإعادة ترميم العلاقات التي شهدت توتراً ملحوظاً منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.
وأوضح مكتب رامافوزا أن جوناس سيقود جهود المفاوضات مع المسؤولين الأميركيين بهدف تحسين العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين، مشيراً إلى أن دوره سيختلف عن دور السفير، فيما أكد المكتب في بيان له أن جوناس سيتولى تعزيز الأولويات الدبلوماسية والتجارية الثنائية التي تهم جنوب أفريقيا.
توتر دبلوماسي مستمر
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، مما أدى إلى توقف المساعدات الأميركية وطرد السفير من واشنطن.
واتهم ترامب حكومة جنوب أفريقيا بإساءة معاملة الأقليات البيضاء، كما انتقد سياستها الخارجية واعتبرها معادية للولايات المتحدة.
واستمر في توجيه الانتقادات، حيث نشر على منصة "تروث سوشيال" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، محذراً من أن الولايات المتحدة قد لا تشارك في قمة مجموعة العشرين لهذا العام إذا تم انعقادها في جنوب أفريقيا كما هو مخطط له.
في هذا السياق أفاد الباحث والأكاديمي محمد حسين، في حديثة لـ"إرم نيوز"، بأن التوتر الدبلوماسي المتصاعد بين البلدين يعكس تباينات عميقة في المواقف السياسية، مشيرا إلى أن هذه الأزمات تستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التعاون الثنائي، محذراً من مخاطر تفاقم العلاقات إذا استمرت السياسات الحالية.
وأشار حسين إلى أن جوناس الذي تم تعيينه كممثل لحكومة جنوب أفريقيا في المحادثات مع إدارة ترامب سيواجه تحديات كبيرة في منصبه الجديد الذي يختلف عن منصب السفير؛ مما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التعاون الثنائي، كما عبرت حكومة جنوب أفريقيا عدة مرات عن رغبتها في تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، وأكد الرئيس رامافوزا استعداده لشرح وجهة نظره للرئيس ترامب.
تداعيات دبلوماسية معقدة
وأفادت الكاتبة والباحثة سامية عبدالله بأن التوتر بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ليس جديدًا، حيث رفض وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الذي استضافته جنوب أفريقيا في فبراير الماضي متهمًا القمة بأنها تعكس أجندة معادية للولايات المتحدة.
وأضافت أن قمة العشرين لهذا العام تُعتبر الأولى التي تُعقد في القارة الأفريقية، وكانت تستهدف إبراز التزام الدول النامية بقضايا التنمية والعدالة المناخية وإصلاح النظام المالي الدولي؛ مما يعكس أهمية التعاون الدولي.
وأكدت أن تهديد ترامب بعدم المشاركة قد يُربك حسابات الدول الغربية ويضع جنوب أفريقيا أمام اختبار دبلوماسي جديد؛ حيث يتعين عليها التعامل بحذر مع هذه التوترات لضمان علاقات قوية ومثمرة.