ملاذ عماد
تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في شمال نيجيريا مؤخرا، حيث استهدف المقاتلون الموالون لـتنظيمي "بوكو حرام" و"داعش" المتشددين مناطق سكنية ومنشآت عسكرية ما خلف حالة من الرعب والفوضى.
وهذا الأسبوع شهدت المنطقة مقتل 23 مزارعاً وصياداً في هجمات دامية مما أدى إلى استنفار شعبي وردود فعل غاضبة.
وفي إطار محاولة لاحتواء هذا التصعيد اجتمع قادة الجيش برئاسة الرئيس لمناقشة تطورات الوضع الأمني المتأزم.
وأكدت القيادة ضرورة تكثيف الجهود العسكرية واستراتيجية استباقية لمواجهة تنامي التهديدات الإرهابية.
كما دعت الحكومة إلى تحرك دولي فاعل لدعم نيجيريا في مواجهة الإرهاب، مع التأكيد على أهمية الوحدة والتكاتف الوطني لضمان استقرار البلاد
ويأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد أعمال العنف والاعتداءات على السكان المحليين في ولايات شمال غرب نيجيريا، حيث تنشط جماعات إرهابية ومسلحة خارجة عن القانون تمارس الخطف والابتزاز والسطو المسلح، وسط تحديات أمنية متزايدة تواجهها السلطات.
وترى الباحثة والأكاديمية المهتمة بالشأن الأفريقي منة صالح، أن "التصعيد الإرهابي في شمال نيجيريا يبث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار حيث تتزايد الهجمات التي تستهدف المدنيين".
وقالت صالح لـ"إرم نيوز" إن هذه الهجمات تشكل تحدياً مباشراً للسلطات السياسية يهدد هوية الدولة وسيادتها.
وأضافت: "تزداد وتيرة الهجمات التي تركز على منشآت أمنية ومدنية أساسية، وأردفت أن هذه الأعمال تعرقل جهود الحكومة في بناء دولة مؤسسات قوية وتضعف سمعة البلاد على الساحة الإقليمية والدولية".
وأشارت إلى أن "تفاقم الأوضاع الأمنية يزيد من مخاطر النزاعات العرقية والطائفية التي قد تستغلها الجماعات الإرهابية لتمرير أجنداتها بالاقتتال الداخلي".
ولفتت إلى أن ضعف السيطرة الأمنية يعزز من حالة الفوضى، ويفسح المجال للمتطرفين للتغلغل في مناطق جديدة مما يهدد أمن المنطقة ككل.
وتابعت صالح أنه "في ظل غياب استجابة سياسية فاعلة واستراتيجيات أمنية واضحة، يظل مصير الاستقرار السياسي مرهونا بقدرة الحكومة على إدارة الأزمة واستعادة السيطرة على كافة الأراضي".
واستطردت الباحثة والأكاديمية بأن "الهجوم الإرهابي في نيجيريا تلقى إدانات دولية واسعة، حيث وصفت منظمة "العفو الدولية" الأعمال بأنها وحشية وتبرز الحاجة الماسة لتكثيف جهود الحكومة لحماية المدنيين، وأكدت المنظمة أن استهداف المدنيين العمد يُعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات".
وشددت صالح على ضرورة أن تتوقف منظمات مثل "داعش" و"بوكو حرام" عن ارتكاب هذه الجرائم الدموية ضد الأبرياء، والعمل على تحقيق العدالة.
وأشارت إلى أن "هذه الأعمال تضر بصورة نيجيريا الدولية وتزيد من معاناة السكان، مطالبة المجتمع الدولي بمساندة جهود مكافحة الإرهاب".
وأردفت أنه "في ظل غياب استجابة أمنية واضحة يظل مصير الاستقرار السياسي مرهونا بقدرة الحكومة على إدارة الأزمة إلى جانب إرادة سياسية قوية وأن هذا الأمر بات ضرورة ملحة لضمان وحدة البلاد".
