"روايات كاذبة".. فارق الأصوات يدحض شبهات تزوير الانتخابات الأمريكية

تُغذي فجوة تبلغ نحو 14 مليون صوت بين ما حصل عليه الرئيس جو بايدن في انتخابات عام 2020، وما حصلت عليه كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، "الروايات الانتخابية الكاذبة"، بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة أنه بعد أقل من 24 ساعة من انتخاب دونالد ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في دفع روايتين متعارضتين للإشارة إلى تزوير الانتخابات.

وإحدى الروايات أحيت ادعاءات ترامب "الكاذبة" بأن أصوات عام 2020 سُرقت منه، والأخرى تتساءل كيف كان من الممكن أن تحصل نائبة الرئيس كامالا هاريس على أصوات أقل بكثير من أصوات الرئيس جو بايدن في عام 2020.

وفي حين تُشير الادعاءات إلى أن بايدن فاز بحوالي 20 مليون صوت في انتخابات 2020 أكثر مما حصلت عليه نائبته هاريس في سباق 2024، ما يُثبت إما أن ترامب قد خدع في طريقه إلى فترة ولاية ثانية أو أنه كان هناك تزوير واسع النطاق قبل 4 سنوات.

وتضمن منشور على منصة "إكس"، رسما بيانيا لنتائج الانتخابات الرئاسية من 2012 إلى 2024، وعلّق عليها بالتساؤل: "إذا كانت هذه الأرقام دقيقة، فهذا يدل على انتخابات مسروقة لعام 2020؛ حيث اختفى 20 مليون صوت للتو".

 وتُشير الحقائق، وفقًا للوكالة، إلى أن الادعاءات لا أساس لها من الصحة، كما أن مسؤولي الانتخابات والوكالات التي تراقب التصويت لم يبلغوا عن أي مشكلات مهمة تتعلق بانتخابات يوم الثلاثاء، كما أنه تم فضح مزاعم الاحتيال على نطاق واسع في عام 2020 مرات لا تحصى.

حرة ونزيهة

وقالت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، "كما قلنا مرارًا، لم تكن البنية التحتية الانتخابية لدينا أكثر أمانًا من أي وقت مضى، ولم يكن المجتمع الانتخابي أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لإجراء انتخابات آمنة وحرة ونزيهة للشعب الأمريكي" وفق تعبيرها.

وأضافت في بيان: "هذا ما رأيناه في الممارسة السلمية والآمنة للديمقراطية"، مؤكدة: "إنه ليس لدينا أي دليل على أي نشاط ضار كان له تأثير مادي على أمن أو سلامة البنية التحتية الانتخابية لدينا".

وبدوره قال حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، إنه لم يلحظ أي علامات على الغش ووصف الانتخابات بأنها آمنة؛ بعد أن قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشال" يوم الثلاثاء، إن "هناك الكثير من الحديث عن الغش الهائل في فيلادلفيا".

وأشارت الوكالة إلى أن المرشحين الديمقراطيين فازا في عامي 2012 و2016 بما يقرب من 66 مليون صوت، وهو أقل قليلاً من العدد الحالي لهاريس، التي فازت بنحو 67 مليون صوت، مقارنة بحوالي 81 مليون صوت حصل عليها بايدن في عام 2020؛ بفارق حوالي 14 مليونًا.

وأكدت الوكالة أنه على الرغم من الادعاءات المستمرة بأن ترامب فاز في انتخابات عام 2020، بما في ذلك من ترامب نفسه، إلا أنه لا يوجد دليل على صحة ذلك.

 وأضافت أن بايدن فاز بالمجمع الانتخابي بحصوله على 306 أصوات مقابل 232 لترامب، والتصويت الشعبي بأكثر من 7 ملايين صوت، كما أجرت العديد من الولايات الحاسمة عمليات إعادة فرز الأصوات أو مراجعات شاملة لنتائجها، وكلها أكدت فوز بايدن.

ووجد تحقيق شامل أجرته "أسوشيتد برس" في عام 2021، أن أقل من 475 حالة تزوير مؤكد حصلت للناخبين في 6 ولايات حاسمة؛ وهو ما لا يقترب من الحجم المطلوب للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ولفتت إلى أنه تم الاستماع إلى العديد من الطعون القانونية التي تزعم تزوير الناخبين من قبل حملة ترامب ومؤيديها، ورُفضت بشكل قاطع من قبل عشرات المحاكم على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي، بما في ذلك القضاة الذين عينهم ترامب.

وخلُصت الوكالة إلى أن الادعاءات التي تنتشر الآن حول حدوث تزوير في سباق 2024 تعكس العديد من الادعاءات، التي لا أساس لها من الصحة والتي ظهرت قبل 4 سنوات.

ونوهت الوكالة إلى ما تحدثت به هاريس في خطاب التنازل، بعد أن اتصلت مع ترامب وهنأته بالفوز، حيثُ قالت: "يجب أن نحترم نتائج الانتخابات".