logo
العالم

القاعدة وأزمة الوقود.. سيناريو "مجاعة القرن 18" يخيم على باماكو

طابور للحصول على البنزين في محطة وقود بباماكوالمصدر: (أ ف ب)

يُثقل نقص الوقود وفرض المتطرفين تعاليم متشددة كاهل الماليين في باماكو ومدن أخرى في البلاد، حيث وافقت شركة نقل مؤخرًا على استئناف خدماتها بشروط عناصر تنظيم القاعدة، في وقت هدد الأخير بتكرار سيناريو حصار تاريخي شهير تم تنفيذه في القرن الثامن عشر.

وينقل شهود عيان ومصادر متعددة لـ"إرم نيوز" معاناة يومية على طريق موبتي-سيفاري لشباب يحملون علب زيت فارغة من مختلف الأحجام متوقفون في طابور طويل بجوار سيارات ودراجات نارية بحثا عن الوقود، في أزمة تتفاقم يوماً بعد آخر منذ 3 سبتمبر الماضي، حين بدأت ما يسمى بجماعة نصرة الإسلام التابعة لتنظيم القاعدة، بإعاقة حركة المرور على الطرق الإستراتيجية التي تربط مالي بالسنغال وموريتانيا. 

أخبار ذات علاقة

مسلحو الميليشيا خلال سيطرتهم على معسكر الجيش المالي

تنظيم القاعدة يسيطر على بلدة "فارابوغو" الاستراتيجية في مالي (فيديو)

كما حاصرت بلدتي كايس، غرب باماكو، ونيورو، شمال غرب العاصمة، ردًا على دعم السكان المحليين المزعوم للجيش المالي.

وأُضرمت النيران في عدد كبير من شاحنات الصهاريج، بما في ذلك تلك القادمة من ساحل العاج، في محاولة لخنق باماكو.

وكانت النتيجة الآن، أن كل قطرة وقود أصبحت سلعة ثمينة، في موبتي الواقعة في شمال شرق مالي، على مسافة 630 كلم من باماكو، فقد ارتفع سعر لتر البنزين ارتفاعًا حادًا، وتراجعت المخزونات، وازدهرت السوق السوداء، لدرجة أن المحافظ وبخ المضاربين، معلنًا أنه سيتخذ خطوات "لاستعادة إمدادات الوقود بسرعة".

وقبل أيام رافق جنود ماليون أكثر من 300 شاحنة صهريجية إلى باماكو، لكن إمدادات الوقود، التي تعتمد عليها أيضاً المولدات الحرارية التي تُسهم في إمداد العاصمة بالكهرباء، مهددة على الطرق الحدودية.

في 17 أكتوبر الجاري، أعلنت شركة "ديارا" للنقل المحلية، التي توظف مئات الأشخاص، استئناف عملياتها في 23 أكتوبر بشروط مثيرة للجدل. واعتذرت الشركة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ووافقت على الالتزام بالقواعد التي وضعتها الجماعة المتطرفة، بدءًا من اشتراط ارتداء النساء للحجاب "الإسلامي".

ويثير الرضوخ لسلطة المتشددين انتقادات في الصحافة المالية، منها موقع "ماليويب" الذي عبر عن قلقه قائلاً: "في بداية المرحلة الانتقالية الحالية، لم يكن التهديد الإرهابي مُتفاقمًا إلى هذا الحد. أما اليوم، فهو يُهدد الدولة من جذورها". ويدعو الحكومة إلى تهدئة الخلافات السياسية الداخلية، أو حتى إلى إعادة تشكيل السلطة التنفيذية، "لإحباط هذا المشروع المُرعب".  

أما في رسالة صوتية حديثة باللغة البولارية، لم يتم تحديد تاريخها، يتحدث أمادو كوفا، زعيم كتيبة ماسينا، المكون الأول لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين عن خططهم الدموية.

كوفا، المنتمي إلى شعب الفولاني، وكان قائدًا لكتيبة ماسينا خلال حرب مالي، تفاخر بالتأثير المشترك لأزمة الوقود وحظر الاستيراد. وحسب زعمه توعد بالحفاظ على السيطرة التدريجية على باماكو حتى اكتمال الانهيار الداخلي.

في هذه المناسبة، يستحضر تشبيهًا تاريخيًا بحصار حمدالاي - مركز مملكة الفولاني ماسينا آنذاك - تمهيدًا لغزوها بقيادة المدعو الحاج عمر تال عام 1862.

ويتذكر كوفا أن الحصار عرّض السكان لمجاعة شديدة، ما أجبرهم على "أكل الحمير وطحن العظام". ويختتم حديثه بوعد بإعادة إنتاج السيناريو في العاصمة باماكو. 

أخبار ذات علاقة

جنود من الجيش المالي

باماكو في حصار خانق.. تمدد "نصرة الإسلام" يربك جيوش الساحل الأفريقي

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC