رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
كشفت أوكرانيا عن النسخة المطورة من طائرتها المسيرة "ميني شارك"، التي صممتها شركة الصناعات الدفاعية "Ukrspecsystems"، لتكون أكثر قدرة وفعالية في مهام الاستطلاع والمراقبة الجوية.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إن التطوير الجديد يضاعف من زمن الطيران، ويمنح الطائرة كاميرات عالية الدقة وأنظمة ملاحة أكثر تقدماً، في خطوة تعكس سباق الابتكار التكنولوجي الذي تفرضه الحرب.
من جانبه، قال الضابط الفرنسي الاستخباراتي السابق والمتخصص في الشأن الدفاعي، جون برنارد بيناتل، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن إعلان أوكرانيا إدخال النسخة الجديدة من طائرة "ميني شارك" يمثل "قفزة نوعية في مجال الاستطلاع الجوي التكتيكي".

وأضاف بيناتل أن "النسخة الجديدة تمنح الجيش الأوكراني قدرة أكبر على إدارة المعركة بفضل الجمع بين زمن الطيران الطويل والمدى الموسع، موضحاً أن هذه الطائرة لا تستخدم فقط للاستطلاع، بل باتت أداة أساسية في ربط المعلومات الاستخباراتية بالضربات الميدانية، خصوصاً عند دمجها مع الطائرات الانتحارية الصغيرة".
واعتبر بيناتل أن أهم ما يميز "ميني شارك 2025" هو كاميرا 360 درجة التي تسمح بمراقبة مستمرة دون الحاجة إلى تغيير موقع الطائرة؛ الأمر الذي يقلل من استهلاك الطاقة، ويُعزّز قدرتها على التخفي.
ورأى ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق أنه "من الناحية العملياتية، هذا يعني قدرة أفضل على متابعة تحركات الوحدات الروسية، ورصد الإمدادات، وحتى ملاحقة الدبابات أو بطاريات المدفعية قبل استهدافها"، على حد قوله.
وحذر بيناتل من أن هذه الطائرات، بسبب حجمها الصغير وضجيجها المنخفض، ستكون أكثر صعوبة على الرادارات الروسية في كشفها أو اعتراضها، وهو ما يضع موسكو أمام تحدٍ جديد في الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي قصير المدى.
وتابع الخبير العسكري الفرنسي: "إذا لم تجد روسيا حلولاً سريعة، فإن هذه الطائرات قد تصبح عنصراً مرجّحاً في العمليات البرية الأوكرانية".
ومع ذلك، أشار بيناتل إلى أن تطوير هذه المنظومات يعكس جانباً آخر من الصراع: سباق الإرهاق الاقتصادي والتكنولوجي، موضحاً أنه على المدى الطويل، قدرة أوكرانيا على الاستمرار في تحديث وتوسيع إنتاج الطائرات المسيّرة مرهونة بالدعم الغربي، سواء من حيث التمويل أو التكنولوجيا، فإذا استمر هذا الدعم، قد نشهد تحولاً نوعياً في طبيعة المعارك المقبلة".
وبحسب موقع "Militarnyi"، فإن النسخة الجديدة المسماة "ميني شارك 2025" أصبحت قادرة على البقاء في الجو 3 ساعات و45 دقيقة، أي ضعف زمن الطيران السابق، كما توسع نطاق عملها من 35 كيلومتراً إلى 60 كيلومتراً؛ ما يتيح لها تغطية مساحات أكبر بكثير من ساحة العمليات.
والتطوير الأبرز في الطائرة هو تزويدها بكاميرا تدور بزاوية 360 درجة؛ ما يلغي الحاجة إلى تحريك جسم الطائرة لتغيير زاوية الرؤية كما كان في النسخة السابقة.
ووفقاً لأندري ريماروك، نائب مدير الشركة المطورة، فإن هذه الكاميرا قادرة على تتبّع المركبات من مسافة تصل إلى 5 كيلومترات، والتعرّف عليها بوضوح بين 3 و5 كيلومترات، بفضل مزيج من الزووم البصري والرقمي، وفقاً لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.

وبفضل هذه التحسينات، باتت "ميني شارك" تلعب دوراً محورياً في مهام الاستطلاع، خاصة عند دمجها مع الطائرات الانتحارية الصغيرة من نوع FPV، إذ يمكنها رصد الأهداف وتأكيد الضربات بدقة أكبر، وهذه القدرات تمنح القوات الأوكرانية ميزة تكتيكية واضحة في بيئة قتالية تعتمد بشكل متزايد على الطائرات الدرون.
إضافة إلى مميزاتها التقنية، تحتفظ الطائرة بحجمها الصغير ومستوى الضجيج المنخفض؛ ما يجعل من الصعب رصدها حتى على ارتفاعات تتراوح بين 300 و400 متر، وهو ما يمنحها قدرة على العمل بسرية أكبر وسط أجواء مليئة بأنظمة الرصد المعادية.
وبينما يستمر النزاع في أوكرانيا، تؤكد هذه الخطوة أن سباق تطوير الطائرات المسيّرة لم يعد خياراً، بل ضرورة وجودية في ميدان حرب يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا والابتكار.