حثّ تقرير لمجلة "فورن أفيرز" الولايات المتحدة أن تتعلم من "ثورة المسيّرات في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا تطورت كثيرًا لتصبح أول صراع في العالم تُشنّه الطائرات دون طيار.
وبحسب المجلة، فعلى الرغم من أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تُشبه تمامًا الظروف الطارئة التي قد تواجهها الولايات المتحدة في المستقبل، وليست كل الدروس المستفادة من أوكرانيا قابلة للتطبيق على التخطيط العسكري الأمريكي، فإن هذه الحرب زاخرة بالابتكارات والاختراقات التكنولوجية المفيدة.
وينشر الجيش الأوكراني يوميًا آلاف الطائرات المسيرة قصيرة المدى للتصدي للهجمات البرية الروسية، مستبدلًا إلى حد كبير قذائف الهاوتزر التي كانت شريان الحياة للصراع.
وبينما تخوض كييف سباق تسلح تكنولوجي وإنتاجي لضمان أن تكون طائراتها المسيرة متطورة ووفيرة بما يكفي للتغلب على التشويش الروسي وغيره من التدابير المضادة، لا يزال المبتكرون الأوكرانيون يحققون إنجازات جديدة، ففي يونيو/حزيران 2025، تسببت الطائرات المسيرة الأوكرانية بأضرار بمليارات الدولارات لطائرات عسكرية متقدمة في مناطق نائية من روسيا.
وأضافت المجلة أن أوكرانيا طورت، على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، صناعة دفاعية متطورة، على الرغم من أن الجيش الأوكراني لا يزال يعتمد على الولايات المتحدة في الحصول على قدرات تقليدية متطورة، مثل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، بالإضافة إلى بعض العناصر الأساسية، بما في ذلك الصواريخ وقاذفاتها، لكن داخل حدودها، تُنتج أوكرانيا الآن طائرات مسيّرة حديثة وغير مكلفة قصيرة وطويلة المدى، وأنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، وروبوتات، ودفاعات جوية تكتيكية.
ولفتت المجلة إلى أن معظم دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة، لم تشهد هذا النوع من القتال من قبل، وهي الآن متأخرة كثيرًا عن الأوكرانيين في هذا الصدد، ولا يستطيع الجيش الأمريكي ولا أي جيش أوروبي إنتاج كميات هائلة من هذه القدرات منخفضة التكلفة والقابلة للتكيف.
وفي حين أنه ليس واضحًا ما إذا كان الجيش الأمريكي يتحرك بسرعة كافية لدمج دروس ساحة المعركة في عقيدته الخاصة، تواصل أوكرانيا وروسيا، في غضون ذلك، الابتكار مع دمجهما التدريجي للذكاء الاصطناعي في تقنيات الطائرات دون طيار وغيرها من تقنيات الدفاع.
ورأت المجلة أن هذه الفرصة للتعلم من أوكرانيا، تُقدم حجة مضادة قوية لأولئك الذين يُشككون في جدوى الاستمرار في دعم أوكرانيا، إذ يمكن للولايات المتحدة الاستفادة من القدرات التكنولوجية الفريدة لأوكرانيا ومعرفتها بخصومها.
ودعت المجلة البنتاغون إلى الاستفادة والتعلم من القدرات المتطورة لأوكرانيا في مجال المسيرات، فقد أثبتت الطائرات الأوكرانية دون طيار فعاليتها وسعرها المناسب.
وقارنت المجلة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا التي تصنع ملايين الطائرات دون طيار قصيرة المدى من طراز "إف بي في" هذا العام بتكلفة تُقارب 400 دولار أمريكي للوحدة، وعشرات الآلاف من الطائرات دون طيار طويلة المدى بتكلفة تُقارب 200 ألف دولار أمريكي للوحدة.
وفي المقابل، تُقدّر تكلفة الطائرات الأمريكية دون طيار قصيرة المدى، مثل "سويتش بليد 600" ، بأكثر من 100 ألف دولار أمريكي للوحدة، بينما قد تُكلّف الطائرات الأمريكية دون طيار طويلة المدى ملايين الدولارات.
ويُفيد مُشغّلو الطائرات دون طيار الأوكرانيون بأن الطائرات الأمريكية دون طيار كانت أقل فعالية وموثوقية وسرعة في التكيف مع الإجراءات الروسية المُضادة من تلك المُنتجة داخل أوكرانيا.