ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
رغم الفوز الذي حققه "العمل والتضامن" بقيادة رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، فإن طريق البلاد نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لا يزال "شاقا ومعقدا"، وأنها قد تنتظر 18 عاماً كما حدث مع كرواتيا.
وحصل حزب "العمل والتضامن" على 50.03% من الأصوات مقابل 24.26% للكتلة الوطنية الموالية لروسيا، في نتيجة نهائية ستقرّب الجمهورية السوفيتية السابقة من الغرب، لكن الطريق لا يزال طويلاً، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان".
وهذا الفوز، الذي جاء رغم تقارير ومزاعم عن تدخل روسي وصدمات اقتصادية وإنسانية، يجعل مولدوفا، التي يبلغ عدد سكانها 2.4 مليون نسمة، تلتقط أنفاسها بعد سلسلة من العواصف المتعددة التي واجهتها منذ الانتخابات البرلمانية السابقة في 2024.
وأدت الحرب في أوكرانيا المجاورة إلى تدفق 135 ألف لاجئ، مما يجعل مولدوفا الأكثر استضافة للاجئين نسبة إلى السكان في العالم، كما ارتفع التضخم إلى 34% بسبب صدمات أسعار الطاقة، مما أثر في الحياة اليومية.
رغم ذلك، انخفضت نسبة أصوات حزب ساندو بأقل من 3% فقط مقارنة بالانتخابات السابقة، ما يعكس دعماً شعبياً قوياً للمسار الأوروبي. ورئيسة مولودفا، وهي خبيرة سابقة في البنك الدولي وأعيد انتخابها عام 2024، ترمي إلى الانضمام للاتحاد بحلول 2030.
ومع أغلبية برلمانية مطلقة، بدلاً من ائتلاف منقسم كما توقعت استطلاعات الرأي، يصبح تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية أكثر يسراً، مثل مكافحة الفساد وتعزيز استقلال القضاء.
يُعد هذا الفوز انتصاراً للاتحاد الأوروبي، الذي استثمر سياسياً واقتصادياً في مولدوفا، كما تعهدت المفوضية الأوروبية بـ1.9 مليار يورو كمنح وقروض ميسرة لبناء البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمستشفيات وكابلات الإنترنت، لتعزيز الاقتصاد وتسريع الاندماج في السوق الأوروبية.
والشهر الماضي، زار قادة ألمانيا وفرنسا وبولندا مولدوفا في ذكرى استقلالها، معبرين عن تضامن قوي، وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي، بنيامين حداد، في منتدى وارسو للأمن: "التوسع أصبح ضرورة جيوسياسية لتعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا، ويوفر فرصًا اقتصادية هائلة".
ومع ذلك، يخفي الفرح تحذيرات من استمرار التحديات، إذ قالت رئيسة وزراء مولدوفا السابقة ناتاليا غافريليتا في مؤتمر وارسو: "المعركة لم تنتهِ بعد، نحن عازمون على الإصلاحات رغم التحديات". أما كلارا فولينتيرو، رئيسة مكتب صندوق مارشال الألماني في بوخارست، فأكدت أن التدخل الروسي لم يفشل رغم عدم نجاحه في الانتخابات.
على الصعيد الأوروبي، من المتوقع أن تتعثر مفاوضات الانضمام بسبب اعتراضات المجر المقرّبة من الكرملين، التي ترفض مفاوضات جوهرية مع أوكرانيا، وتربط بين طلبي مولدوفا وكييف.
وبينما يسعى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى إصلاح عملية التوسع بإلغاء الإجماع في بعض الخطوات، مستبدلاً بتصويت الأغلبية للحفاظ على الزخم، يرى تقرير "الغارديان" أن "التوسع أصبح مسألة إرادة سياسية، والضغوط الجيوسياسية شديدة".
ومع انعدام الثقة في عملية التوسع في دول مثل فرنسا وهولندا، ووسط تاريخ طويل من التوسعات البطيئة، إذ انضمت كرواتيا فقط في 18 عاماً، يظل طريق مولدوفا نحو أوروبا طويلاً ومليئاً بالتحديات.
