رغم ما يبدو عليه من "يقظة وتركيز"، فإن التقارير الطبية القادمة من مستشفى "جيميلي" في روما حول صحة البابا فرنسيس، لا تثير الطمأنينة عن وضع رئيس دولة الفاتيكان، والزعيم الروحي للكاثوليك، بل تثير الأسئلة حول استقالته، التي يطرحها معارضوه.
ووفق آخر التقارير الطبية أمس الاثنين، فقد تعرّض البابا (88 عامًا) إلى "نوبتي ضيق تنفس حادتين ناجمتين عن تراكم كثيف للمخاط داخل الشعب الهوائية وتشنج قصبي لاحق".
ولم يسجّل أي ظهور علني للبابا فرنسيس، منذ الرابع عشر من فبراير الماضي، وهي أطول فترة غياب منذ انتخابه قبل 12 عامًا.
وأجريت للبابا عمليتا تنظير للقصبة مع شفط للإفرازات، فيما أعاد الأطباء وصله بجهاز المساعدة على التنفس، بعدما كانت التقارير الطبية أظهرت يوم الجمعة، أنه سجل تحسنًا ملحوظًا، ولم يعد بحاجة إلى "تهوية ميكانيكية غير جراحية، فقط علاج الأكسجين عالي التدفق".
غياب واستقالة
ولن يتمكن البابا فرنسيس من تقديم صلاة التبشير الملائكي التقليدية شخصيًّا لثلاثة أسابيع، كما سيغيب عن قداس يوم الأربعاء الذي يمثل اليوم الأول من الصوم الكبير، وهي الفترة التي تستمر ستة أسابيع قبل عيد الفصح.
وهذه الأنباء، أثارت تكهنات حول إمكانية استقالة البابا، التي يعززها معارضوه خصوصًا في الدوائر الكاثوليكية المحافظة.
وقال الكاردينال الأرجنتيني فيكتور مانويل فرنانديز المقرب من البابا والذي يرأس مجمع العقيدة والإيمان لصحيفة (لا ناسيون) اليومية: "من غير المجدي أن تمارس بعض المجموعات ضغوطًا عليه لتقديم استقالته. فعلوا ذلك بضع مرات في السنوات الأخيرة من دون جدوى".
وأضاف "لا أرى مناخًا يُنذر بانعقاد مجمع الكرادلة، ولا أرى مزيدًا من المناقشات حول خليفة محتمل مقارنة بما كانت عليه الحال قبل عام. حتى الآن، أستشعر الكثير من الاحترام".
البابا كان اتخذ مواقف متباينة بشأن الاستقالة، وترك الباب مفتوحًا للتخلي عن منصبه كما حصل مع سلفه بنديكتوس السادس عشر، وكشف أنه بُعَيد انتخابه عام 2013، وقّع على خطاب استقالة إذا حال وضعه الصحي دون تمكنه من البقاء في منصبه.
وأكد بعد ذلك أنه يريد الاستمرار في مزاولة مهامه ما دامت صحته تسمح بذلك، مؤكدًا أننا نستخدم "عقلنا وليس أرجلنا".