انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
ذهب خبراء صينيون، إلى أن الجولة الآسيوية التي يقوم بها الرئيس شي جين بينغ في دول مهمة ضمن رابطة "الآسيان" ماليزيا وفيتنام وكمبوديا، تحمل مكاسب لبكين على عدة مستويات، في صدارتها توسيع سوق الصادرات، وتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية؛ ما يخفف من تأثير الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر رسومه الجمركية على الاقتصاد الصيني.
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التحرك من جانب بينغ يأتي ضمن العمل على توسيع الأسواق العالمية في ظل اعتبار "الآسيان" ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بجانب توطيد سلاسل التوريد للصين وتقوية مرونة اقتصادها، إذ تتمتع الدول الثلاث بدرجة عالية من التكامل الصناعي مع بكين.
شركاء استراتيجيون
وتعد فيتنام من أكبر الشركاء التجاريين لها في جنوب شرق آسيا، بينما تعتبر ماليزيا مركزًا إقليميا مهمًا للتكنولوجيا والصناعات التحويلية في هذه المنطقة، وخاصة في مجال صناعة الرقائق وأشباه الموصلات، أما كمبوديا، فرغم صغر حجم اقتصادها، إلا أنها تتمتع بثقة سياسية عالية مع الصين، وتعد من الدول الرئيسة في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق". وفق الخبراء.
ويقوم الرئيس الصيني بجولة آسيوية بحثًا عن أسواق بديلة بعد الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب على بكين والتي تجاوزت الـ 125 % وردت بكين بالمثل.
وتقول الخبيرة الصينية المتخصصة في الشؤون الدولية، ياي شين هوا، إن بكين، بعد فرض ترامب رسومًا جمركية عالية على المنتجات الصينية، تحركت بسرعة للرد باتخاذ سلسلة من الإجراءات المضادة، التي منها جولة الرئيس الصيني في دول ضمن مجموعة "الآسيان" بهدف فتح أسواق بديلة وتقليل اعتماد بكين على السوق الأمريكية؛ ما يحمل معاني مهمة في دعم بلاده لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
توسيع الأسواق العالمية
وأوضحت ياي شين هوا في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن في صدارة أهداف الجولة، توسيع الأسواق العالمية، حيث تحتاج الصين إلى تعميق تعاونها التجاري مع الدول المختلفة، وتعد رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 600 مليون نسمة، وتمتاز بدرجة عالية من الانفتاح على العالم، مع إمكانياتها الهائلة في الأسواق.
ولفتت إلى أن فيتنام وماليزيا وكمبوديا، من الأعضاء البارزين في "الآسيان"، وأن تعزيز التعاون معهم يوسع سوق الصادرات الصينية، ويقلل من الاعتماد على السوق الأمريكية؛ ما يخفف من تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد الصيني.
حرب الرقائق
وبينت ياي شين هوا أن من أبرز أهداف الجولة الرئاسية المساهمة في توطيد سلاسل التوريد للصين وتقوية مرونة اقتصادها، إذ تتمتع الدول الثلاث بدرجة عالية من التكامل الصناعي مع بكين، حيث تعد فيتنام من أكبر الشركاء التجاريين لها في جنوب شرق آسيا، بينما تعتبر ماليزيا مركزًا إقليميًا مهمًا للتكنولوجيا والصناعات التحويلية في هذه المنطقة، وخاصة في مجال صناعة الرقائق وأشباه الموصلات، أما كمبوديا، فرغم صغر حجم اقتصادها، إلا أنها تتمتع بثقة سياسية عالية مع الصين، وتعد من الدول الرئيسة في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق".
وتابعت ياي شين هوا، أن تعزيز التعاون مع هذه الدول يسهم في تثبيت موقع الصين ضمن سلاسل التوريد العالمية، ويساعدها على تخفيف الآثار السلبية للحرب التجارية الأمريكية من خلال شراكات تجارية واقتصادية قائمة على المنفعة المتبادلة مع الدول الآسيوية.
وأردفت أن الصين توجّه رسالة واضحة للعالم خلال الجولة مفادها أنها لن تتراجع أمام الحرب التجارية، بل ستواصل البحث عن فرص للتعاون، وتسعى إلى تعزيز الاستقرار والنمو في الاقتصاد العالمي في وقت لم تلق الولايات المتحدة دعمًا مطلقًا حتى من حلفائها، بل واجهت ردود فعل قوية تجاه سياسة ما يسمى بـ"الرسوم المتبادلة"، وبات النظر إلى واشنطن على المستوى الدولي بأنها السبب في اضطراب الاقتصاد العالمي.
أكبر شركاء الصين
فيما يؤكد المحلل السياسي الصيني، نادر رونج، أن بكين تقوم حاليًا بالتضامن مع معظم دول العالم لاسيما النامية من أجل الحفاظ على أسس التجارة العالمية الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف والأسواق المنفتحة للحفاظ على استقرار سلاسل التوريد العالمية وأيضًا استقرار الاقتصاد التجاري الدولي.
وذكر رونج في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الدول الثلاث فيتنام وماليزيا وكمبوديا من ضمن الآسيان والصين أكبر شريك لهم والعكس صحيح، موضحًا أنه قبل 8 سنوات عندما شنت أمريكا الحرب التجارية الأولى على الصين كانت الأخيرة أكبر شريك تجاري لواشنطن، ولكن مع السنوات الأخيرة وبفضل جهود بكين لتعزيز الشراكة مع هذه الدول وتنويع الأسواق لمنتجاتها أصبح "الآسيان" أكبر شريك تجاري للصين.
سوق إقليمي
وأضاف رونج، أن التغيرات التجارية الأخيرة أثبتت صحة الخطوات الصينية التي تسير عليها منذ سنوات وتستكملها، والتي يمكن أن تدعم جهودها وسيرها في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه الدول مجاورة للصين وتحسين العلاقة مع الجوار نقطة تعمل عليها بكين من أجل بناء سوق موحدة إقليمية، فضلًا عن توطيد الصداقات والشراكات والدفع لبناء منطقة تجارة حرة مع تلك البلدان.
ولفت رونج إلى أن الصين ستشتري المزيد من المنتجات من فيتنام وتشاطر فرص التنمية مع هذه الدول من أجل الحفاظ على النظام الاقتصادي الدولي الحالي القائم على قواعد نظام التجارة الحرة.