حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أن العاصمة طهران قد تواجه خطر الإخلاء، إذا استمر انعدام الأمطار حتى نهاية الخريف.
وخلال كلمة له من محافظة كردستان غربي إيران، الخميس، قال بزشكيان "إذا لم تمطر حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل، فسنضطر إلى تقنين المياه، وإذا استمر الجفاف بعد ذلك، فلن يتبقى ماء، وسنضطر إلى إخلاء طهران".
وأضاف: "نعيش أزمة مياه خانقة كبيرة في البلاد. انخفض مخزون السدود وقد تدهورت أوضاع المياه في العاصمة".
جاء هذا التحذير في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه السلطات الإيرانية حالة "الطوارئ الحمراء" بشأن احتياطات المياه في العاصمة.
وأكد محسن أردكاني، مدير شركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران، أن مخزون السدود وصل إلى أدنى مستوى له منذ ستين عاماً، موضحا أن طهران لم تشهد "قطرة مطر واحدة" منذ بداية الموسم المائي قبل 45 يوماً.
وطالب أردكاني سكان طهران بتقليل استهلاكهم بنسبة لا تقل عن 10% للمساعدة في تجاوز الأزمة خلال الشهرين المقبلين، مشيرا إلى أن استمرار الجفاف للعام السادس على التوالي فاقم الوضع إلى مستويات خطيرة.
وفي محافظة البرز المجاورة، حذّر مهدي مقصودي، مدير إدارة المياه في كرج، من نفاد المياه خلال 15 يوما فقط، مؤكدا أن "مخزون سد كرج انخفض إلى 7% من سعته البالغة 180 مليون متر مكعب، والواقع أن ما يدخل السد أصبح أقل مما يخرج منه".
وتشير تقارير المركز الوطني للمناخ وإدارة الجفاف إلى أن إيران تمرّ بمرحلة "لانينيا ضعيفة"، ما يعني خريفاً قليل الأمطار دون مؤشرات على موسم رطب قريب.
ويرى خبراء البيئة أن الأزمة المائية لا تعود فقط إلى تغيّر المناخ وتراجع معدلات الأمطار، بل أيضاً إلى سوء إدارة الموارد المائية والتوسع الزراعي والصناعي غير المتوازن.
ووفقا للتقديرات، يستهلك القطاع الزراعي نحو 90% من المياه في البلاد، معظمها بأساليب ريّ تقليدية تفتقر إلى الكفاءة، فيما تعاني المدن من فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب شبكات متهالكة.
وأعلنت الحكومة نيتها ضخّ جزء من مخزون سد طالقان إلى العاصمة لتعويض النقص، رغم تحذيرات بيئية من أن هذا الحل قد يخلق أضرارا طويلة الأمد شبيهة بما حدث في نهر زايِندهرود وبحيرة أرومية.