ترامب وكندا.. علاقة متقلبة تمتزج بـ"الحب والكراهية"

تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تساؤلًا حول الأسباب التي تقف وراء مشاعر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، المتقلبة بين الحب والكراهية تجاه كندا، وتحديدًا رئيس وزرائها المستقيل، جاستن ترودو. 

وبحسب الصحيفة، فإنه وعلى الرغم من أن كندا تعد واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، فقد كان ترامب يتعامل مع كندا بأسلوب حاسم، لا مكان فيه للمفاوضات أو التسويات، حيث كان يقدم خيارين فقط: إما القبول أو الرفض.

وأضافت أن مشاعر ترامب تجاه كندا مرتبطة بإفلاس مشاريعه الفندقية هناك، وهو ما يسبب له مرارة شديدة. كما أن بعض التكهنات تشير إلى أن صورة تعود لعام 2019، يظهر فيها ترودو وهو يقترب من ميلانيا ترامب، قد تركت لدى الرئيس الأمريكي ضغينة ضد رئيس الوزراء الكندي؛ ما زاد من توتر العلاقة بينهما.

إضافة إلى ذلك، هناك من يرى أن ترامب كان يطمح في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة الصفقة العقارية الكبرى التي كان يريد أن تكلل إرثه الرئاسي.

علاقة ترامب بترودو كانت دائمًا مليئة بالتوترات. ففي قمة مجموعة السبع العام 2018 في كيبيك، هاجم ترامب رئيس الوزراء الكندي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متهمًا إياه بالكذب وعدم الأمانة، وهدد بفرض رسوم على السيارات الكندية. 

ورغم أن ترودو كان يتجنب الرد الهجومي في العلن، فإن الشخصيتين كانتا تختلفان جذريًا في أسلوب تعاملهما مع السياسة؛ إذ كان ترامب يعتمد على الهجوم ضد معارضيه، بينما كان ترودو يروج لنهج أكثر هدوءًا يدعو للوحدة.

ومع استعداد ترامب لفرض المزيد من الرسوم الجمركية على جيرانه في الشمال، تزايدت مشاعر الكراهية تجاه كندا. هذا التصعيد أدى إلى اضطرابات سياسية في كندا وأثار تساؤلات عن سبب رغبة ترامب في إشعال حرب تجارية مع أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. 

ورغم تصاعد النزعة القومية في كندا، لم يظهر ترامب أي قلق من تحركات الاستقلال الاقتصادي الكندي. بل أشار مؤخرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تقطع العلاقات مع كندا في حال لم يتم تعديل شروط العلاقة التجارية بين البلدين.

وفي تصريح يعكس التناقض بين حبه وكراهيته، قال ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض: "أنا أحب كندا، وأحب شعبها، ولكن ليس من العدل أن نواصل دعمهم. إذا لم ندعمهم، فلن يستطيعوا البقاء كأمة."