مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
يواجه القيادي الصاعد في حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور تشيليك، حكمًا قضائيًّا جديدًا يتضمن عزلًا سياسيًّا لسنوات، ما يضع الحزب المعارض أمام تحدٍّ محتمل بخسارة سياسي بارز.
واكتسب تشيليك شهرة في الأشهر الأخيرة بعد أن تصدر اسمه العديد من الأحداث، في وقت يشهد فيه حزبه انقسامات ومحاكمات تشكك بقانونية مؤتمرات داخلية، بينما يواجه رؤساء بلديات كبرى تابعة له تهم فساد، وكثير منهم يقبعون في السجون.
ويُعتبر تشيليك من أبرز قياديي الجيل الجديد في الحزب، الذي يمثل التيار الشاب المؤثر في سياسة الحزب واستراتيجيته لمواجهة حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002، وتجنب خسارة محتملة في الانتخابات المقبلة.
ويشمل هذا الجيل القيادي أوزغور أوزيل، زعيم الحزب الحالي، الذي يواجه دعوى قضائية يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول قد تؤدي إلى إبطال زعامته وإعادة القيادة القديمة بقيادة كمال كليتشدار أوغلو.
وفي حال تحقق هذا الحكم القضائي، فإنه قد يقيّد طموحات السياسي التركي الذي تعهد مرارًا بالوصول إلى السلطة بعد هزيمة سلفه كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2023، وقبلها محرم إينجه في انتخابات 2018، وكلاهما أمام رجب طيب إردوغان.
ويضم هذا الجيل أيضا رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، المسجون منذ مارس/آذار الماضي بتهم فساد لم تثبت إدانته فيها بعد، لكنه يواجه دعاوى أخرى، بينها تزوير شهادته الجامعية وإهانة اللجنة العليا للانتخابات.
وفي القضية الأخيرة، صدر حكم يطالب بسجنه لمدة سنتين و7 أشهر و15 يومًا؛ بسبب إهانة أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات، بعد قرار إعادة الانتخابات في إسطنبول عام 2019، حين تغلب على مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم.
وأيدت محكمة الاستئناف في إسطنبول الحكم، ولا يزال أمام إمام أوغلو فرصة الاعتراض قبل أن يصبح الحكم نهائيًّا، وفي حال أيدته محكمة النقض، سيُفرض عليه حظر سياسي بموجب قانون العقوبات التركي.
فاز أوزغور تشيليك برئاسة فرع حزب الشعب في إسطنبول عام 2023 بعد حصوله على 342 صوتاً مقابل 310 لمنافسه جمال جانبلاط، ما اعتُبر انتصاراً للجناح الجديد المدعوم من رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في حين مثّل جانبلاط الجناح القديم للحزب.
ينظر إلى فوز تشيليك كبداية لدخوله قيادة الصف الأول للحزب؛ نظراً لأهمية إسطنبول الاقتصادية والتاريخية التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة.
وخاض القيادي الصاعد في حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور تشيليك، مواجهة قضائية مطلع الشهر الحالي بعد أن قضت محكمة في إسطنبول ببطلان المؤتمر الذي قاد لتوليه قيادة فرع الحزب في إسطنبول عام 2023، بتهم تتعلق بالتلاعب في الانتخابات، رفعها أعضاء آخرون في الحزب ضد رفاقهم.
وعزلت المحكمة الأعضاء الأساسيين والاحتياط من فرع الحزب، وأبعدت 196 مندوبا للحزب، وعينت وصيا على الحزب هو غورسيل تيكين، الذي لم يتمكن من دخول مقر الفرع إلا بمساعدة الشرطة بعد اعتراض تشيليك وعدد كبير من أنصار الحزب.
وشهدت تلك الحادثة تدافعًا مع الشرطة، ما جعل تشيليك أحد أبرز قياديي الحزب الذين واجهوا حكمًا قضائيًّا تقول المعارضة إنه سياسي، وتقف وراءه الحكومة بهدف الضغط على الحزب الذي بات منافسًا على السلطة وفق استطلاعات الرأي.
مثُل تشيليك، الاثنين، إلى جانب 25 عضوًا آخر من حزب الشعب الجمهوري أمام محكمة في إسطنبول، بتهم تتعلق بمقاومة الشرطة والمشاركة في مسيرات غير قانونية وإتلاف ممتلكات عامة.
ويواجه تشيليك ورفاقه أحكامًا بالسجن تتراوح بين 3 سنوات و11 شهرًا وحتى 17 سنة؛ بسبب عدة تهم تشمل: مقاومة أفراد الشرطة أثناء تأدية واجباتهم، المشاركة في تجمعات ومسيرات غير مسلحة وغير قانونية، عدم التفرق طواعيةً رغم التحذيرات، التسبب في إصابات متعمدة، وإتلاف ممتلكات عامة.
كما تطالب لائحة الاتهام التي أعدها مكتب المدعي العام بإسطنبول بفرض حظر على النشاط السياسي لتشيليك، لمدة مماثلة للعقوبة التي قد يُحكم عليه بها.
وقررت المحكمة تأجيل القضية حتى 26 فبراير/ شباط 2026، ما يترك تشيليك رهينًا لتلك القضية طوال هذه المدة، مع احتمال عزله عن العمل السياسي المؤقت بينما يواصل حزبه المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة قد يغيب عنها وفق هذا السيناريو.
على الرغم من أن تشيليك خريج علوم الاتصال والسياسة من إسطنبول وليس محاميًا، تصدر دفاعه عن نفسه ورفاقه في المحاكمة عناوين الصحافة المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال تشيليك في إفادته: إن حزب الشعب الجمهوري يخضع لملاحقات قضائية سياسية نتيجة فترة استثنائية ومعادية للديمقراطية، متهماً الحكومة بمحاولة استغلال القضاء.
وحضر عدد كبير من قياديي الحزب المحاكمة لمساندته، بينهم زعيم الحزب أوزغور أوزيل الذي نظم يومًا قبلها مؤتمراً استثنائياً في أنقرة أعيد فيه انتخابه زعيمًا للحزب، في إجراء وصفته وسائل إعلام تركية بـ"التكتيكي" لمواجهة دعوى قضائية لإبطال مؤتمر سابق.
ووصفت الصحافة التركية تشيليك ضمن ما يُعرف بـ"الثلاثي الصاعد" في حزب الشعب الجمهوري، إلى جانب زعيم الحزب أوزغور أوزيل ورئيس بلدية إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو.