إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
ناقش تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" كيف هزّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب العالم؛ في مجال السلطة والمال والأرض، في غضون 50 يومًا فقط.
ورأت الصحيفة أن النظام الذي استغرقت أمريكا 80 عامًا لبنائه أثبت هشاشته بشكل مفاجئ في مواجهة هجوم ترامب، الذي أحدث ثورة في كيفية ممارسة البلاد للسلطة في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الصحيفة، بذل الرئيس ترامب، في غضون 50 يومًا فقط، جهودًا تفوق أيًّا من أسلافه المعاصرين لتفكيك أسس النظام الدولي الذي وضعته الولايات المتحدة بشق الأنفس على مدار 80 عامًا منذ انتصارها في الحرب العالمية الثانية.
ودون إعلان رسمي عن تراجعه عن مساره أو تقديم مبرر استراتيجي، دفع الولايات المتحدة إلى تغيير موقفها في حرب أوكرانيا، متخليًا عن كل حديث عن مساعدة ديمقراطية ناشئة ومعيبة في الدفاع عن حدودها ضد غزاة أكبر.
وأضافت أن ترامب لم يتردد عندما أمر الولايات المتحدة بالتصويت مع روسيا وكوريا الشمالية، وضد جميع حلفاء أمريكا التقليديين تقريبًا، لإحباط قرار الأمم المتحدة الذي حدد موسكو كمعتد.
وكما تبدو تهديداته بالسيطرة على قناة بنما، وغرينلاند، وغزة، والأدهى من ذلك، كندا، تهديدات عدائية، بما في ذلك ادعاؤه يوم الثلاثاء بأن الحدود مع حليف أمريكا الشمالية هي "خط فصل مصطنع".
حرب أوكرانيا
وتابعت الصحيفة أن الرئيس قطع عن أوكرانيا الأسلحة وحتى صور الأقمار الصناعية التجارية الأمريكية، جزئيًا بسبب غضبه من خلافه في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وعلى حين فرض ترامب رسومًا جمركية على حلفائه بعد أن وصفهم بأنهم علقات للاقتصاد الأمريكي، أضرّ بشدة بالثقة بين حلفاء الناتو، لدرجة أن فرنسا تُناقش توسيع مظلتها النووية الصغيرة لتشمل أوروبا، بينما تُفكّر بولندا في بناء سلاحها النووي الخاص؛ إذ يخشى كلا الطرفين ألا يُعتمد على الولايات المتحدة بعد الآن لتكون المدافع النهائي عن الحلف، وهو دورٌ أساسيٌّ أوجدته لنفسها عند صياغة معاهدة الناتو.
وأشارت الصحيفة إلى أن لا أحد يعلم مدى نجاح ترامب في تمزيق ما بناه كل رئيس أمريكي منذ هاري ترومان، حقبة بناء المؤسسات التي خلّدها وزير خارجية ترومان في كتاب بعنوان "حاضر عند الخلق"؛ وأن العيش في واشنطن هذه الأيام يعني الشعور وكأن المرء حاضر عند التدمير، وفق تعبير الصحيفة.
تقويض النظام القديم
وعلى حين قد تمر أربع سنوات أو أكثر قبل أن نعرف ما إذا كانت هذه التغييرات دائمة أم أن حراس النظام القديم سيتخندقون، كجنود يسعون للبقاء في خنادق دونباس، فإنه بحلول ذلك الوقت، ربما يكون الحلفاء الغربيون قد تجاوزوا نظامًا متمركزًا حول أمريكا.
وخلصت الصحيفة إلى أنه رغم تصوير ترامب لمؤيديه بأنه يحقق نجاحات ويُصر على أن لا شيئًا سيوقفه، إلا أن الأمر الأكثر لفتًا للانتباه هو أن الرئيس يُقوّض النظام القديم دون أن يصف أبدًا النظام الذي يتصور استبداله به.
وكما أن أفعاله تُشير إلى أنه أكثر راحة في عالم القرن التاسع عشر لسياسات القوى العظمى، حيث يتفاوض هو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ فيما بينهم، ويتركون القوى الأصغر تصطف.
