ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الديمقراطيات الغربية تواجه اختباراً صعباً بين تهديد روسيا المتزايد وانسحاب الولايات المتحدة من التزاماتها الدفاعية، مؤكدة أن على أوروبا إعادة تسليح نفسها أو تحمل العواقب.
ووفق الصحيفة، وصل القادة الأوروبيون إلى مؤتمر ميونيخ الأمني هذا الأسبوع وهم يواجهون تحديات من الشرق والغرب. فمن جهة، تصاعدت التهديدات الروسية، ومن جهة أخرى، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث لتؤكد أسوأ مخاوف أوروبا بشأن الموقف الأمريكي.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن ترامب أنه اتفق مع فلاديمير بوتين على بدء محادثات سلام، بينما صرّح هيغسيث بأن عضوية أوكرانيا في الناتو "هدف وهمي"، مؤكدًا أنه لن يكون هناك دعم أمريكي مستقبلي لكييف ضد روسيا.
ترى الصحيفة أن أي اتفاقية سلام مبنية على تقديم تنازلات إقليمية لروسيا لن توفر سوى استراحة مؤقتة للكرملين، إذ ستمنح موسكو الوقت لإعادة بناء جيشها، مما يزيد من خطر استئنافها للحرب سواء في أوكرانيا أو ضد دولة من دول الناتو.
وأكدت الصحيفة أن أوروبا تواجه مرة أخرى تهديداً من قوة عظمى توسعية، وهي ملزمة بالدفاع عن أعضائها بموجب معاهدة حلف شمال الأطلسي، مما يجعلها في مواجهة حتمية مع روسيا، سواء رغبت في ذلك أم لا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيوش الأوروبية ضعفت بسبب عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة، مما أدى إلى إهمال القدرات العسكرية الأوروبية. وعلى الرغم من أن بعض دول الناتو، مثل بولندا، تستثمر بكثافة في إعادة التسليح، فإن أوروبا الغربية لا تزال مترددة وغير مستعدة لمواجهة التهديدات المقبلة.
وذكرت الصحيفة أن إنفاق فرنسا والمملكة المتحدة على الدفاع لا يزال غير كافٍ، حيث يُستهلك جزء كبير منه في صيانة الترسانات النووية بدلاً من تعزيز الجاهزية العسكرية التقليدية.
وخلصت الصحيفة إلى أن الخطر الذي يهدد أوروبا ينبع من تفاعل 3 عوامل رئيسة، أولها فك الارتباط الأمريكي، حيث لم تعد واشنطن تعتبر أوروبا أولوية استراتيجية، وهو توجه كان واضحاً منذ فترة طويلة، حتى قبل رئاسة ترامب.
أما العامل الثاني فهو الإنكار الأوروبي الغربي، حيث لا تزال أوروبا الغربية مترددة في مواجهة الواقع، بينما دول المواجهة مثل بولندا تستعد لمواجهة حتمية مع روسيا. وأخيراً، هناك التصميم الروسي، إذ تواصل موسكو زيادة إنفاقها العسكري والاستعداد لحرب طويلة الأمد، مما يعكس إصرارها على تحقيق النصر بأي ثمن.
وتؤكد "فايننشال تايمز"، أن أوروبا لم تعد تستطيع الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتها، وعليها، الآن، اتخاذ قرارات مصيرية بشأن تسليح نفسها واستقلالها الأمني. فإذا لم تتحرك بسرعة، قد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع روسيا دون الدعم الأمريكي الذي اعتادت عليه لعقود.