بوتين: روسيا مستعدة لبحث سبل ضمان أمن الانتخابات في أوكرانيا
أربك غياب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية المستقيل رون ديرمر، حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في غزة ولبنان وسوريا وإيران، قبل لقائه المرتقب نهاية الشهر الجاري في الولايات المتحدة مع الرئيس دونالد ترامب.
ووفق وسائل إعلام عبرية، كان ديرمر "قبان ميزان" نتنياهو في عديد من الملفات الإقليمية العالقة، فضلًا عن إمكانيات عالية في تنسيق المواقف بين ترامب ونتنياهو، وتهيئة مناخ البيت الأبيض أمام قرارات مصيرية، تخص مختلف القضايا ذات الصلة بإسرائيل.
وتشير قناة "أخبار 12" العبرية إلى فشل نتنياهو في الاحتفاظ بإمكانيات "المسؤول الغامض"، نظرًا لتعقيدات قانونية، ينطوي عليها تعيين ديرمر "موفدا خاصا" بعد تقديمه الاستقالة، علاوة على رغبة ديرمر في الانعزال عن العمل السياسي، والتفرغ لصفقاته الخاصة.
ووسط غموض اكتنف علاقته بوسائل الإعلام، تولى ديرمر بصفته وزيرًا للشؤون الاستراتيجية مسؤولية العلاقات مع إدارتي بايدن وترامب، بالإضافة إلى الملف الإيراني، والجهود المبذولة لتوسيع نطاق اتفاقات السلام مع إسرائيل.
وزادت أهمية دوره وسلطته ونفوذه بعد أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فأصبح مسؤولًا عن ملف "اليوم التالي" في قطاع غزة.
كما تم تعيينه رئيسًا لطاقم التفاوض الإسرائيلي، المعني بصفقة الرهائن مع حماس.
وممثلًا عن نتنياهو، قاد ديرمر مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ولعب دورًا محوريًا في عملية صنع القرار التي أدت إلى حرب الـ 12 يومًا مع إيران؛ وأدار إلى جانب ذلك "المفاوضات التاريخية" مع سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وكشفت دوائر سياسية في تل أبيب أن استقالة ديرمر ألغت لقاءً كان مقررًا له في روما مع وفد سوري، لعقد جولة خامسة من المفاوضات.
وأفاد مصدر مطلع على التفاصيل أن جولة المحادثات أُلغيت في اللحظة الأخيرة بعد أن اتضح أن ديرمر لن يستطيع تمثيل إسرائيل في المحادثات بصفته الشخصية.
وأضاف المصدر أن استقالة ديرمر، لم تؤد فقط إلى تعليق المفاوضات مع سوريا، وإنما كان غيابه سببًا في تصعيد الموقف أيضًا.
وأوضح أن ديرمر كان "عاملًا رادعًا في محيط نتنياهو" إزاء كل ما يخص الملف السوري، وسعى جاهدًا لاغتنام الفرصة والتوصل إلى اتفاق.
وفي غيابه، ازداد نفوذ وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي "يتبنى نهجًا أكثر عدائية تجاه سوريا"، بحسب تعبير المصدر الإسرائيلي.
ولاح ارتباك نتنياهو في الأفق منذ أول أيام استقالة ديرمر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، واهتدى في نهاية المطاف إلى تكليف 4 مسؤولين للقيام بدور "كاتم الأسرار" المستقيل.
وقبل أيام، أبلغ نتنياهو المبعوث الأمريكي توم باراك، الذي يتوسط بين سوريا وإسرائيل، باعتزامه تعيين ممثل جديد نيابة عنه في غضون أيام قليلة، لخلافة ديرمر في إدارة المحادثات.
كما قرر نتنياهو نقل مسؤولية الملف اللبناني إلى سفير تل أبيب لدى واشنطن، يحيئيل ليتر، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي يوسي دريزنين.
ومن المتوقع مشاركة الاثنين في الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة مع ممثلي الحكومة اللبنانية.
وعين رئيس الوزراء الإسرائيلي رجل الأعمال مايكل آيزنبرغ ممثلًا عنه في الأمور المتعلقة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بالمفاوضات حول القضية مع إدارة ترامب.
ورغم افتراض وجود قواسم مشتركة نسبيًا بين أيزنبرغ وديرمر، إذ ينحدر كلاهما من أصول أمريكية، ويؤيدان الحزب الجمهوري، لكن آيزنبرغ يفتقر إلى خبرة كافية مثل ديرمر، ولا تربطه علاقة وثيقة بنتنياهو، ولا يُنظر إليه كشخصية ذات نفوذ في البيت الأبيض.
وفي ظل غياب ديرمر، سعى مبعوثا الرئيس ترامب، غاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إلى التواصل مباشرة مع نتنياهو عدة مرات خلال الأسبوع الجاري.
وعلى صعيد الملف الإيراني، يعتزم نتنياهو الاعتماد بشكل أكبر على رئيس مجلس الأمن القومي بالإنابة، جيل رايخ، ورئيس الموساد، دافيد بارنيع.
ويرغب نتنياهو في تعيين مستشار للأمن القومي قريبًا ليحل محل تساحي هانغبي، الذي أُقيل قبل نحو شهرين.
وخلص تقرير القناة العبرية إلى أنه لا يوجد في حاشية نتنياهو، أو في الحكومة الإسرائيلية الحالية من يستطيع إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة بنفس كفاءة رون ديرمر.
وفيما يتولى السفير الإسرائيلي ليتر مهمة إدارة جزء كبير من العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه يفتقر إلى الثقل الدبلوماسي والخبرة والعلاقات التي كان يتمتع بها ديرمر.
ونتيجة لذلك، سيضطر نتنياهو إلى الانخراط شخصيًا في جوانب متزايدة من العلاقات مع الولايات المتحدة، وفق تقديرات القناة.
