كشف تقرير إخباري، عن تحذير مسؤول استخباراتي فرنسي كبير من أن روسيا تشن "حرب نفوذ" ضد البلاد من خلال عمليات تضليل وتجسس وتخريب عبر الإنترنت.
ونقل موقع "ذا ريكورد" الأمريكي عن نيكولا ليرنر، رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الفرنسية (DGSE)، قوله إن أساليب موسكو آخذة في التطور، وتشمل الآن عمليات مادية ينفذها وسطاء مأجورون.
وأشار ليزنر في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، إلى حادثة وقعت العام الماضي، حيث وضع مخربون روس مشتبه بهم توابيت بالقرب من برج إيفل ملفوفة بالعلم الفرنسي تحمل عبارة "جنود فرنسيون من أوكرانيا".
وقال ليرنر: "هذه ليست عمليات هواة، بل تعكس رغبة في تعطيل فضاء معلوماتنا وتقويض الثقة في مؤسساتنا".
وأضاف أن حوالي 80 عميلاً روسياً كانوا نشطين في فرنسا قبل الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022.
وأشار إلى أن 50 منهم طُردوا منذ ذلك الحين. كما فرضت باريس عقوبات على أفراد مرتبطين بأجهزة الاستخبارات الروسية.
وحذّر ليرنر من أن روسيا تُشكّل "تهديدًا وجوديًا" متوسط وطويل الأجل لأوروبا وديمقراطياتها وقيمها.
وتأتي تعليقات ليرنر وسط قلق متزايد إزاء موجة متزايدة من العمليات الروسية الهجينة المزعومة في جميع أنحاء أوروبا.
في الأشهر الأخيرة، أبلغ حلفاء الناتو ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي عن عمليات تخريب وهجمات إلكترونية وحملات تضليل مشتبه بها مرتبطة بموسكو.
وفي يونيو/حزيران، تعطلت القطارات بين أمستردام ولاهاي فيما تشتبه السلطات الهولندية في أنه محاولة تخريب مرتبطة بقمة الناتو. وفي الوقت نفسه تقريبًا، أعلن نشطاء قرصنة موالون لروسيا مسؤوليتهم عن هجمات حجب الخدمة الموزعة التي استهدفت منظمات مرتبطة بالقمة.
وفي فرنسا، تعرضت شبكة السكك الحديدية عالية السرعة لعملية تخريب مُنسقة قبل ساعات فقط من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية العام الماضي، مما أثر على خطوط السكك الحديدية حول باريس.
كما اتهم مسؤولون بولنديون مؤخرًا المخابرات الروسية بتدبير حريق عام 2024 في مركز تسوق كبير في وارسو. وردّت وارسو بإغلاق قنصلية روسية.
وأُدين ثلاثة رجال من جنوب لندن يوم الثلاثاء بإشعال حريق متعمد في مستودع للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى أوكرانيا. وكانت مجموعة فاغنر، وهي ميليشيا خاصة تعمل بأوامر من الكرملين، قد تعاقدت معهم.
كما حذّر مسؤولون أوروبيون من عمليات إلكترونية تستهدف البنية التحتية العسكرية والحكومية والحيوية في جميع أنحاء القارة. ويوم الأربعاء، أفادت وسائل إعلام ألمانية أن مجموعة قرصنة مرتبطة بالكرملين تحاول سرقة بيانات حساسة من القوات المسلحة الألمانية.