logo
العالم

هل تستعيد إيران صواريخها الباليستية بفتح مداخل الكهوف المدمّرة؟

صواريخ إيرانية باليستيةالمصدر: رويترز

قال خبراء إن إيران تعيش حاليًا حالة من الانكماش الصاروخي والنووي، وإنها قادرة على العودة من جديد إلى قدراتها على إنتاج الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى خلال مدة تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة، في حال عدم توجيه ضربات لها في ظل تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بعض الصواريخ والمواد النووية إلى كهوف تحت الأرض خلال حرب الـ12 يومًا في يونيو الماضي، إلا أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مداخل ومخارج هذه الكهوف وردمتها، وفُقد الاتصال مع بعض من كانوا داخلها، ولم تتمكن السلطات الإيرانية من فتحها أو معرفة مصير من في الداخل.

وبيّنوا أن المنشآت الصاروخية التي تضم الصواريخ "الباليستية والكروز وبعيدة المدى" لم تتضرر، وما تمكنت من فعله إسرائيل هو تدمير مداخل هذه المواقع تحت الأرض وداخل الجبال، حيث تم إغلاق منافذ هذه المنشآت، وما زال العمل جاريًا على إعادة فتح هذه المداخل وتهيئتها وتأهيلها.

وكان رئيس منظمة الدفاع المدني في إيران قال إن جميع البنى التحتية الصاروخية الإيرانية الواقعة تحت الأرض وداخل الجبال سليمة تقريبًا.

ويقول الباحث في العلاقات الدولية الدكتور المذحجي إن المنشآت النووية المعلنة تضررت بشكل كبير، منها "فوردو" و"أصفهان" و"نطنز"، ولكن يبدو أن هناك كمية من اليورانيوم المخصب دُفنت تحت الأرض في الأماكن الثلاثة، ويجري العمل على الوصول إليها.

وأفاد المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه في الوقت الذي يتم فيه العمل على فتح مداخل بعض المواقع، تمتلك طهران منشآت ومواقع سرية أخرى تحتفظ فيها بجانب كبير من كميات اليورانيوم بشكل آمن، بالإضافة إلى المنشآت الصاروخية.

وبحسب المذحجي، فإن إيران تعيد بخطوات متسارعة ترميم ما تم تخريبه خلال حرب الـ12 يومًا في يونيو الماضي داخل بعض المنشآت النووية، وإعادة تشغيل المداخل بعد أن أصابتها الضربات، بالإضافة إلى إعادة عمل أجهزة فتحات التهوية "القنوات الهوائية" لهذه المواقع الموجودة تحت الأرض، لرفع نسب إعادة تشغيل المنشآت لما كانت عليه قبل الضربات الإسرائيلية والأمريكية.

وبدوره، يرى الباحث في مركز ستاندرد للدراسات والأبحاث الدكتور فرهاد دزه يي أن المنشآت النووية الثلاث، "فوردو" و"نطنز" و"آراك"، يمكن اعتبارها منشآت استراتيجية، حيث تضررت الأخيرتان بشكل كبير، بينما تبقى منشأة فوردو محصنة تحت الأرض، ولذلك فإن البرنامج النووي الإيراني تراجع عامين إلى ثلاثة أعوام نتيجة هذه الهجمات، خاصة الهجوم الذي نفذته طائرات "بي-1" و"بي-2" التابعة للقوات الجوية الأمريكية في حرب الـ12 يومًا.

وأضاف دزه يي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن منشأة فوردو كانت الأكثر تحصينًا ولم تتضرر كثيرًا، أما المنشآت الأخرى فقد أصيبت بأضرار. وأشار إلى أن الرئيس الإيراني أكد أن المنشآت تضررت فعلاً، لكن العقول النووية ما زالت موجودة، أي أن العلماء ما زالوا حاضرين، رغم أن إسرائيل اغتالت عددًا كبيرًا منهم، إلا أن الفكر النووي الإيراني لا يزال قائمًا.

وأوضح دزه يي أن منشأة بوشهر النووية هي منشأة قديمة بُنيت منذ نحو 60 إلى 65 عامًا في عهد الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، وهي مخصصة لإنتاج الطاقة الكهربائية ولا علاقة لها بالملفات العسكرية. وبيّن أن إيران رفضت تركيب كاميرات مراقبة في منشأتي آراك ونطنز، وهو ما يثير الشكوك وقد يشكل ذريعة أو فرصة للولايات المتحدة وإسرائيل بالأخص، لمهاجمة هذه المنشآت مجددًا.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية للصواريخ الإيرانية، بيّن دزه يي أن مصانع الصواريخ في أصفهان، سواء الخاصة بالقصيرة أو المتوسطة المدى، إضافة إلى مصانع الطائرات المسيّرة، دُمّرت بالكامل في اليوم الثالث من الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وأردف أن الإيرانيين كانوا قد نقلوا بعض الصواريخ واليورانيوم إلى كهوف تحت الأرض، إلا أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مداخل ومخارج هذه الكهوف، وحتى الآن انقطعت الاتصالات مع من كانوا بداخلها، ولم تتمكن السلطات الإيرانية من فتحها أو معرفة مصير من في الداخل، أحياءً كانوا أم أمواتًا.

واستكمل دزه يي أن هذه الكهوف كانت تحتوي على كميات كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى؛ ما أدى إلى تراجع المخزون الصاروخي الإيراني بشكل كبير أثناء الهجوم الإسرائيلي، ومع ذلك تمتلك إيران دعمًا من روسيا والصين، وكذلك من كوريا الشمالية، في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى، كما أن لديها مصانع وعقولًا علمية قادرة على إعادة تصنيع الصواريخ.

وواصل دزه يي بالقول إن إيران تعيش حاليًا حالة من الانكماش النووي والصاروخي، لكنها على الأرجح، خلال ستة أشهر إلى سنة، ستستعيد قدرتها من جديد في مجال إنتاج الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، في ظل العمل القائم حاليًا في هذا المجال، وفي حال عدم توجيه ضربات لها في ظل تهديد الولايات المتحدة وإسرائيل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC