تساءل تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، كيف فاز سكوت بيسنت في "معركة الحياة أو الموت" ليُصبح وزير خزانة الرئيس المنتخب دونالد ترامب؟.
وذكرت الصحيفة، أن المستثمر القديم وحلفاءه أطلقوا حملة علاقات عامة لتعزيز مكانته في المقدمة كادوا يخسرونها.
وبحسب الصحيفة، بعد أسبوعين من عدم اليقين، اختار دونالد ترامب المستثمر بيسنت ليكون وزير الخزانة المقبل، حيث توج هذا الاختيار لعبة عروش طويلة الأمد خلف الكواليس تميزت بالشك والعداء الشخصي والتحولات في اللحظة الأخيرة.
ورغم أن بيسنت كان المرشح الأوفر حظًّا للحصول على المنصب الوزاري المرموق في إدارة ترامب الثانية، قبل وقت طويل من فوز الرئيس السابق في الانتخابات، حيث وصف ترامب مؤسس شركة "كي سكوير كابيتال مانجمنت" بأنه "أحد أذكى الرجال في وول ستريت" وأشاد به في محادثات خاصة مع الأصدقاء والمستشارين.
لكن بيسنت، طوال الوقت، نفّذ وحلفاؤه حملة علاقات عامة تهدف إلى ترسيخ مكانته كمرشح أول، وإظهاره في البرامج الإخبارية التي من المعروف أن ترامب يتابعها، ونشر مقالات افتتاحية في وسائل الإعلام التي يتابعها عن كثب.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسار انسياب بيسنت انقلب رأسًا على عقب بسبب مسرحية استغرقت 11 ساعة لهذا المنصب من قبل الرئيس التنفيذي لشركة "كانتور فيتزجيرالد هوارد لوتنيك"، والتي بلغت ذروتها عندما أشار إيلون ماسك إلى متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي البالغ عددهم 200 مليون أنه يدعم لوتنيك وينظر إلى بيسنت على أنه "عمل تجاري".
وتوترت العلاقة بين لوتنيك وبيسنت إلى درجة أن بعض مستشاري ترامب شعروا بالقلق من أنهم لن يتمكنوا من العمل معًا في الإدارة القادمة.
كما أصيب مساعدو الرئيس المنتخب، الذين اعتاد العديد منهم على المشاحنات الشخصية التي كانت شائعة في فترة ولايته الأولى، بالذهول من ازدراء الرجلين الواضح لبعضهما البعض وإلى أي مدى كانا يتقاتلان علنًا وسرًّا على الوظيفة.
وبعد وقت قصير من يوم الانتخابات، اشتكى ترامب سرًّا لمساعديه من أن بيسنت ولوتنيك، اللذين كانا من أقرب حلفائه في عالم المال، لا يتفقان، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفصائل المتحاربة التي كادت تعرقل فرص بيسنت يُمكن أن تقدم معاينة لِما سيأتي بينما يستعد ترامب لاستعادة البيت الأبيض.
ووفقًا للصحيفة، فإن الدائرة الداخلية للرئيس المنتخب مليئة بالمليارديرات الأقوياء والشعبويين الصريحين الذين يحملون أجندات متنافسة ومكبرات صوت خاصة بهم؛ ما ينذر بفترة ولاية ثانية متوترة تحددها الخلافات السياسية.
ورجحت أن يواجه فريق ترامب الاقتصادي الناشئ الخلافات السياسية الأساسية ذاتها التي هيمنت على فترة ولايته الأولى، عندما اختلف المستشارون ذوو وجهات النظر العالمية المختلفة حول اتجاه الأجندة الاقتصادية للرئيس آنذاك.
ويأمل بعض المستشارين الاقتصاديين الخارجيين لترامب، سرًّا، ألا يَفي بتعهده بفرض تعريفات جمركية شاملة على جميع الواردات الأمريكية، بحجة أنه يجب عليه استخدام التهديد كوسيلة ضغط في المفاوضات التجارية.
ويقول آخرون مقربون من الرئيس إن عليه أن يلتزم أكثر بسياساته "الحمائية"، وفق "وول ستريت جورنال".
وخلُصت الصحيفة إلى أن ترامب حسم قراره بشأن تعيين بيسنت فقط قبل ساعات من الإعلان عن ذلك؛ ما يُشير إلى أنه أخذ وقتًا طويلًا في مشاوراته لحسم الاختيار الذي كان صعبًا.