المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة
تسلّم كارلوس مانزو، رئيس بلدية أوروابان المكسيكية، منصبه رئيسًا لبلدية أوروابان منذ سبتمبر عام 2024، بعد حملة انتخابية مستقلة ركزت على مواجهة النفوذ العنيف للعصابات في ولاية ميتشواكان، لتصبح قيادته نموذجًا للسلطة المحلية في مواجهة الجريمة المنظمة، قبل أن يسقط ضحية اغتيال ألهب الشارع المكسيكي.
ولد مانزو عام 1985 في أوروابان، وبدأ مسيرته السياسية كنائب في مجلس النواب المكسيكي ضمن حركة التجديد الوطنية "حزب مورينا"، قبل أن ينفصل ويخوض الانتخابات البلدية مستقلاً، مسلطًا الضوء على ملفات الأمن والعدالة الاجتماعية.
تميّز مانزو بخطاب صارم ضد عصابات المخدرات، وركز على تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين مثل النقل والحاضنات الاجتماعية، وسط تحذيرات من تهديدات محتملة من جماعات مسلحة، وأكد في أكثر من مناسبة أن المدينة لن تكون "أرضًا سهلة للجريمة المنظمة"، في موقف أكسبه تأييدًا شعبيًا واسعًا لكنه جعله هدفًا محتملاً.
وفي 1 نوفمبر 2025، خلال احتفالات "يوم الأموات"، أطلق ملثمون النار على مانزو أمام جمع من المواطنين؛ ما أدى إلى وفاته في المستشفى، رغم حمايته الفيدرالية، واعتبرت السلطات المكسيكية أن الحادث رسالة تحذيرية من الجماعات الإجرامية، فيما خرج آلاف المواطنين في مسيرات احتجاجية مطالبة بالعدالة.
اغتيال مانزو يمثل تصعيدًا خطيرًا في المواجهة بين الدولة والجريمة المنظمة، ويكشف هشاشة حماية المسؤولين المحليين في مناطق النفوذ الإجرامي، وقد أشعل الحادث غضبًا شعبيًا واسعًا، ودفع الحكومة المكسيكية لتعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، وسط دعوات لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة.
كان مانزو يواجه تحديات مزدوجة: هشاشة الأمن المحلي وتأثير العصابات على الاقتصاد المحلي، خاصة قطاع الأفوكادو الحيوي، إضافة إلى صراعات سياسية داخلية بين التيار الحزبي التقليدي والقوى المستقلة، ولذلك فإن اغتياله يشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على حماية مسؤولين منتخبين ومواجهة الجريمة المنظمة دون تراجع.
وبينما تقف المكسيك اليوم أمام مفترق طرق بين تعزيز حكم القانون واستمرار سيطرة الجريمة المنظمة، فإن إرث مانزو يظل رمزًا للمقاومة والشجاعة في مواجهة التهديدات التي تحدد مستقبل المدن المكسيكية.