في عملية اقتحام صاعقة لم تدم أكثر من 7 دقائق، اندفع عشرات الملثمين أمس الأحد، إلى داخل قصر حكومة مدينة موريليا في ولاية ميتشواكان المكسيكية، ملقين بالأثاث الفخم من النوافذ، وهم يهتفون باسم رئيس البلدية المحلي كارلوس مانزو، بعد وفاته إثر عملية اغتيال هزت البلاد.
وألصق المحتجون خلال الاقتحام على مكتب الحاكم رسالة تهديد حددوا فيها مهلة 48 ساعة لتحقيق العدالة أو "الجحيم".
وكان الشعار الأبرز الذي ردده المتظاهرون: "الحكومة تخطف، والشعب يقاوم"، خلال اجتياحهم البهو الفخم، ملقين بمكاتب المسؤولين من النوافذ.
ووفق صحيفة "El Universal"، لم تُطلق الشرطة رصاصة واحدة، ولم يُعتقل أي شخص، بينما اكتفت عناصر الشرطة المتواجدة بإغلاق الشوارع المحيطة، خلال اقتحام السكان للقصر وبث الفوضى والخراب فيه، ليغادروه لاحقا بهدوء تام، تاركين وراءهم مكاتب مقلوبة رأسًا على عقب ونوافذ محطمة تُطل على ساحة فارغة.
قبل مغادرتهم، ترك المحتجون على مكتب الحاكم صورة كارلوس مغطاة بالدماء الحمراء المزيفة، وتحتها عبارة: "48 ساعة فقط.. ثم نعود بقوة أكبر".
وفي وقت سابق، أمس الأحد، تعهدت رئيسة المكسيك كلاوديا شينبوم، بتحقيق العدالة في مقتل رئيس البلدية، كارلوس مانزو، كان انتقد الجريمة المنظمة، ودعا الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لحمايته وآخرين.
وقتل مانزو، البالغ 40 عامًا، بالرصاص، يوم السبت، أثناء حضوره مهرجانًا في وسط مدينة "أوروابان" بولاية "ميتشواكان"، التي تعاني من أعمال عنف.
وقالت وزارة الأمن المكسيكية، السبت، إن السلطات ألقت القبض على اثنين من المشتبه بهم، بينما توفي مشتبه به ثالث.
ودعت شينبوم إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني، صباح الأحد، ونددت في وقت لاحق باغتيال مانزو في عملية وصفتها "بالخسيسة" في بيان على "إكس".
وكتبت شينبوم تدوينة عبر منصة "إكس" جاء فيها: "نؤكد من جديد التزامنا بتسخير كل جهود الدولة لتحقيق السلام والأمن مع عدم الإفلات من العقاب والعدالة الكاملة".
وأضافت: "منذ بداية هذه الإدارة، عززنا الاستراتيجية الأمنية. هذه الأحداث المؤسفة تدفعنا إلى تعزيزها أكثر فأكثر".
الرجل البالغ 40 عامًا، والمعروف بمعارضته الشرسة لمشاريع التعدين غير القانوني في الجبال، اختفى يوم الجمعة الماضي بعد مغادرته اجتماعًا مع مسؤولين محليين.
ومانزو هو أحد السياسيين المستقلين القلائل الذين جرى انتخابهم لتولي مناصب في المكسيك.
وكان يشغل الرجل منصب رئيس بلدية أوروابان منذ سبتمبر/ أيلول عام 2024.
ومنذ توليه منصبه، دعا مانزو، الذي غالبا ما شوهد وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص، الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة، معبرًا في الوقت نفسه عن مخاوفه على سلامته الشخصية.
وقال مانزو، في مقابلة في سبتمبر/ أيلول: "لا أريد أن أكون مجرد رئيس بلدية آخر على قائمة الذين أُعدموا، أولئك الذين سلبت حياتهم".
وأطلق على أوروابان اسم عاصمة الأفوكادو في المكسيك، لوقوعها في وسط منطقة زراعة الأفوكادو في ميتشواكان.
وشهدت هذه الصناعة نموا سريعا بسبب ازدهار الطلب في الولايات المتحدة؛ ما جعل إنتاج الأفوكادو هدفا للجماعات الإجرامية المنظمة.
وقُتل عدد من السياسيين، من بينهم رؤساء بلديات آخرون وصحفيون في الأشهر والسنوات القليلة الماضية.