اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن السلام المتوازن" يُشكل المفتاح الوحيد لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبيّنت أن إعطاء أوكرانيا كل ما تريده من شأنه أن يستفز روسيا ويلقي بها إلى الصين، وأن إعطاء روسيا الكثير من شأنه أن يشجعها على الذهاب مرة أخرى، هذه المرة بعد مولدوفا وجورجيا، ربما على حافة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وخلافًا لذلك، تحدثت الصحيفة عن "أمل سماوي" قد يؤدي إلى تحقيق وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي مضى عليه ما يقرب من عامين، بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في وقت سابق من شهر كانون الثاني/يناير الجاري، حجب القمر المكتمل كوكب المريخ عن الرؤية، ما اعتبره البعض علامة على السلام لأن المريخ كان "كوكب الحرب والصراع في العديد من الثقافات، من الصين القديمة إلى روما القديمة".
وفي شهر أيار/مايو من عام 2023، قال ترامب: "سأقوم بذلك في غضون 24 ساعة"، بالإشارة إلى إنهاء الحرب، وكرر ذلك خلال مناظرة رئاسية في شهر سبتمبر/أيلول لعام 2024، عندما قال: "سأقوم بتسوية الأمر قبل أن أصبح رئيسًا".
وبيّنت الصحيفة أن الشجاعة وراء تلك التعهدات الانتخابية "المتبجحة" فقدت زخمها هذا الشهر، عندما دفع مرشح ترامب كمبعوث خاص لأوكرانيا وروسيا، الفريق المتقاعد في الجيش الأمريكي كيث كيلوغ، هدف السلام إلى الوراء "100 يوم"، من يوم التنصيب في الـ20 من شهر يناير/كانون الثاني الجاري إلى أوائل شهر مايو/أيار المُقبل.
وأكدت أن إنهاء الحرب في أوكرانيا هو الاختبار الأول لإدارة ترامب، الذي بات يُدرك أنه لا وجود لاتفاق سلام عابر، وأيا كان الأمل الذي قد يقدمه النظام الشمسي، فإن الحروب الحقيقية كلها تتلخص في حقائق واقعية.
ولفتت إلى أن الحقيقة الثابتة في أوكرانيا هي أنه كما قال الجنرال دوايت أيزنهاور ذات يوم، إنه "في بعض الأحيان ينتهي الأمر إلى القيام بمهمة قذرة تتمثل في القتل حتى ينهار أحد الجانبين".
وأوضحت الصحيفة أن الروس أصبحوا أقرب إلى الانهيار من الأوكرانيين، ورغم أن الروس قادرون على تحمل المزيد من الألم، فإنهم لا يريدون تحمل المزيد؛ فالأوكرانيون لديهم موارد أكثر محدودية، ومع ذلك فهم على استعداد لتحمل المزيد من الألم لأنهم يقاتلون من أجل بلادهم.
ونوهت إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على 18% من أراضي أوكرانيا، فيما استعادت أوكرانيا 54% من الأراضي، التي كانت تحت سيطرة الروس في وقت ما، مبينة أن الحرب، التي استمرت على مدى 3 سنوات، كلفت أوكرانيا أكثر من 400 ألف قتيل وجريح، أما خسائر روسيا في الأرواح والإصابات فهي أكثر من 700 ألف قتيل وجريح.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاستراتيجي إدوارد لوتواك تقديراته بأن "عدد الذكور الأوكرانيين الذين يصلون إلى سن التجنيد سنوياً يبلغ 235 ألفاً أو 20 ألفاً شهرياً على الأقل"؛ ولكن "كل شهر يصل أكثر من 100 ألف ذكر روسي إلى سن التجنيد"، لذا فإن هذه الحرب تطحن أكثر من نصف الشباب الأوكرانيين، وخمس الشباب في روسيا.
وذكرت الصحيفة أن فاتورة الوفاة وحدها تُكلف الحكومة الروسية 30 مليار دولار خلال فترة عام واحد فقط، فيما يذهب حوالي 40% من الميزانية الوطنية الروسية الآن إلى الجيش.
وبيّنت أنه رغم أن الروس ربما يكونون أقرب إلى الاستسلام، فمن غير الواضح أن الألم الذي يعاني منه أي من الجانبين أصبح لا يطاق، وهذا يعني جمع الأطراف على طاولة المفاوضات بدافع الرغبة، وليس الضرورة، وهو ما يجعل تقديم تنازلات ذات مغزى أمراً شبه مستحيل.
وتساءلت الصحيفة إذا كان بوسع الولايات المتحدة أن تجعل الدولتين تتفقان، كيف قد تبدو اتفاقية السلام المثالية؟، معتبرة أن المصالح الأمريكية المزدوجة على المحك، تعظيم استقلال أوكرانيا للدفاع عن الحدود الدولية من جهة، مقابل تعظيم الانفراج مع روسيا للتحوط ضد التهديد المتزايد من الصين.
