بدا الاقتراح الذي تقدّم به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بأن يكون مكان اللقاء "المفترض" الذي يجمعه مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في موسكو، أشبه بـ "التعجيز".
ووفق وكالة فرانس برس، فقد سارع زيلينسكي لرفض المقترح الروسي "الملغوم"، فيما كانت وسائل إعلام أخرى تكشف عن "مقترحات معتددة" لأماكن قد تجمع الرئيسين اللذين يخوض بلداهما حرباً مدمرة منذ 3 أعوام ونصف العام.
بدوره، أعلن وزير الخارجية السويسري، إينياسيو كاسيس، أن بلاده ستمنح الرئيس الروسي "حصانة" إذا ما حضر "لمؤتمر حول السلام" في أوكرانيا، رغم مذكّرة التوقيف الصادرة في حقّه عن المحكمة الجنائية الدولية، وفق "فرانس برس".
كما طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة عقد قمة محتملة لإجراء مفاوضات بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني في بلد أوروبي، مرجّحاً أن يكون "بلداً محايداً، وبالتالي ربما في سويسرا"، مشيراً إلى رغبته في أن تكون جنيف مكاناً للاجتماع.
إلا أن تحليلاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية يرجّح أن بوتين لن يلتقي زيلينسكي "أبدًا"، استناداً إلى ثلاثة أسباب في "العقيدة الروسية".
واتفق البيت الأبيض يوم الاثنين بالإجماع على الخطوة التالية، لقاء ثنائي بين بوتين وزيلينسكي، ثم جاءت إحاطة من مساعد الكرملين يوري أوشاكوف حول مكالمة الرئيس دونالد ترامب مع الزعيم الروسي.
وقال: "نوقشت فكرة دراسة إمكانية رفع مستوى تمثيل الجانبين الروسي والأوكراني" وهذا يعني، وفق قراءة "سي إن إن" لـ "لغة الكرملين"، أن الروس ليسوا على أهبة الاستعداد، وربما لن يكونوا كذلك أبدًا.
وترى الشبكة الإخبارية الأمريكية أن هذا لا يجب أن يكون مفاجئاً، بالنظر إلى العقيدة الروسية التي بدأت الحرب "من جانب واحد" بجزء من الأراضي الأوكرانية، جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، باعتبارهما مستقلتين، ووصفهما بأنهما "أراضينا التاريخية".
وقال زعيم الكرملين حينها إن أوكرانيا "جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا وثقافتها وفضائها الروحي"، وإن انفصالها عن روسيا خطأ تاريخي.
الازدراء:
لا يبذل الكرملين جهداً لإخفاء ازدرائه لزيلينسكي، فهو لا يكتفي بالتشكيك المتكرر في شرعية الرئيس الأوكراني، مُصراً على تأجيل الانتخابات في أوكرانيا بسبب الأحكام العرفية، بل يُلزم كييف في مذكرة "السلام" الأخيرة بإجراء انتخابات قبل توقيع أي معاهدة سلام نهائية.
التجاهل:
نادراً ما يُشير بوتين وغيره من المسؤولين الروس إلى زيلينسكي بالاسم، مُفضّلين بدلاً من ذلك استخدام لقب "نظام كييف" اللاذع.
وتُذكّر "سي إن إن" أن زيلينسكي هو من سافر إلى تركيا لإجراء أول محادثات مباشرة بين الجانبين في منتصف مايو/أيار، قبل أن يُرسل بوتين وفداً برئاسة "كاتب كتب تاريخية"، وفق تعبيرها.
اللاجدوى:
لقد حصل بوتين بالفعل على ما أراده، وهو لقاء ثنائي مع ترامب، الزعيم الذي يعتبره نداً له. أما لقاء زيلينسكي، فيرى أنه يتعارض مع رؤيته للعالم وأهدافه الحربية، وفق تقدير "سي إن إن".