حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأوساط السياسية بتصريحات تشكك في التزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ولوّح ترامب بعد ساعات من حديثه عن "بوادر انفراجة"، بإمكانية فرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو.
التحول المفاجئ في خطاب ترامب، يعكس رغبة أمريكية واضحة في دفع بوتين إلى الإسراع بقبول المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار، وفق ما يعتقد خبراء تحدثوا لـ"إرم نيوز".
وقال د. سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، إن تصريحات ترامب حول قضايا الشرق الأوسط، والمشروع النووي الإيراني، والصراع الروسي الأطلسي في أوكرانيا، لا يمكن اعتبارها مواقف نهائية.
ولفت أيوف إلى أنها تفتقر للمرجعية القانونية ما لم تُترجم إلى اتفاقيات أو معاهدات رسمية.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات ترامب بشأن الصراع في أوكرانيا تهدف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية للولايات المتحدة.
وقال إن "لقاءه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان، دار، وفق تقديره، حول صفقة متعلقة بالمعادن النادرة أكثر من مناقشة تفاصيل المعركة العسكرية ذاتها".
وأكد أن "التصعيد الكلامي لترامب، واتهامه روسيا بقصف مواقع مدنية، لا يعني تغيّرًا جذريًّا في موقفه الأساسي الذي يُحمّل توسع حلف الناتو مسؤولية تفجر النزاع".
وأشار إلى أن ترامب يحاول الموازنة بين مواقفه، بحيث لا يظهر منحازًا تمامًا لموسكو أو للمعسكر الأوروبي، مع احتفاظه بقنوات حوار مفتوحة مع جميع الأطراف.
وأضاف أن انتقادات ترامب لروسيا تحمل رسائل ضغط تهدف إلى دفع موسكو للقبول بالمبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار.
وشدد على أن الأولوية لديه ليست حماية مصالح روسيا أو أوروبا، بل تحقيق مكاسب تخدم الداخل الأمريكي وتعزز موقفه السياسي، خصوصًا في ظل حاجته لتحقيق إنجازات بعد تأخره في تنفيذ بعض وعوده الانتخابية.
وأكد المحلل السياسي على أن الموقف الروسي لن يتغير إلا بتوقيع اتفاق واضح ومُلزم يحظى بقبول أوكراني، مضيفًا أن موسكو تتعامل بحذر مع المبادرات الأمريكية ولا ترغب في السير وراء وعود لفظية متغيرة.
من جانبه، رأى د.توفيق حميد، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي، أن تصريحات ترامب الأخيرة التي شكك فيها في رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب، إلى جانب تلويحه بالعقوبات، تعكس قناعته بأن كييف قبلت بالشروط الأمريكية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بالتوازي مع إبرام اتفاق خاص بالمعادن النادرة.
وأوضح حميد، لـ"إرم نيوز"، أن ترامب بدأ يحمّل بوتين مسؤولية تأخر إنهاء النزاع، مدفوعًا برغبته في تسجيل إنجاز كبير خلال أول 100 يوم من ولايته، بما يفي بتعهداته الانتخابية حول إنهاء الحرب.
وأشار إلى أن الكرة الآن في ملعب بوتين، الذي قد يواجه خسارة دعم ترامب إذا تأخر كثيرًا في اتخاذ قرار بالموافقة على المبادرة الأمريكية، خصوصًا وأن ترامب يحرص على إعلان هذا الاتفاق كأحد نجاحاته المبكرة.
وأكد أن بوتين يدرك حساسية الموقف، ولا يرغب بخسارة علاقة استراتيجية مع ترامب، خاصة في ظل وجود تقاطعات قيمية تجمع بينهما في قضايا مثل دعم الأسرة التقليدية ورفض بعض التوجهات الاجتماعية الغربية، مما يمنحه فرصة ثمينة لاتخاذ قرار حاسم خلال الأيام المقبلة.
واختتم حميد بالقول، إن موافقة بوتين على مبادرة وقف إطلاق النار قبل نهاية المائة يوم ستُعتبر هدية سياسية كبيرة لترامب، مشيرًا إلى أن الأسبوع الحالي قد يكون حاسمًا في طي صفحة هذا الملف المعقد.