logo
العالم

الانقسام الإقليمي في غرب إفريقيا.. "هدية استراتيجية" للجماعات المتطرفة

المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) المصدر: فرانس برس

أدى الانقسام بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وتحالف دول الساحل (ASS) إلى تراجع التعاون الأمني بشكل كبير، وهو ما استغلته الجماعات المتطرفة لتوسيع نفوذها من منطقة الساحل نحو خليج غينيا. 

ومنذ انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر من إيكواس وتأسيس تحالف دول الساحل، أصبح التنسيق الأمني شبه متوقف، ما أتاح لجماعات مثل بوكو حرام وفصائلها المنشقة، وتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التحرك بحرية أكبر واستغلال الحدود الرخوة للتمدد في المنطقة، بحسب مجلة "جون أفريك".

مناطق الحدود الساخنة وانعدام الثقة الإقليمي

برزت ثلاث مناطق حدودية كمراكز للتطرف؛ تشمل، الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر وبنين؛ حيث شهدت هجمات متعددة على الجنود البنينيين في متنزه بندجاري الوطني ومتنزه دبليو الوطني، مع توسع فرع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة "أبو حنيفة" نحو ممرات العبور الرئيسة بين الساحل وغينيا.

أخبار ذات علاقة

إبراهيم تراوري، وأسيمي غويتا، وعبد الرحمن تياني

الساحل الإفريقي يعيد تعريف السيادة.. ماذا تعني قرارات قمة باماكو للمنطقة؟

وكذلك الحدود بين بوركينا فاسو وبنين وتوغو؛ حيث يعاني هذا المثلث من ضعف التعاون بين الدول الثلاث، رغم عضويتها في إيكواس، ما ساعد الجماعات المسلحة على ترسيخ وجودها وتوسيع نشاطها.

والحدود بين بنين والنيجر ونيجيريا؛ حيث شهدت هجمات مستمرة من جماعات مثل نصرة الإسلام والمسلمين ولاكوراوا، مما عزز مخاطر انتشار التطرف في غرب إفريقيا بشكل أكبر.

غالبية هذه التحديات تعود إلى غياب تبادل المعلومات الاستخباراتية، واستحالة تنفيذ عمليات مشتركة، وانعدام حقوق الملاحقة عبر الحدود، كما أن العقوبات الناتجة عن الانقلابات زادت من فجوة الثقة بين الدول الساحلية، خصوصًا بين ساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو.

التأثيرات الجيوسياسية

تتداخل الصراعات الإقليمية مع تنافس القوى الخارجية؛ فبينما تتجه غالبية دول إيكواس نحو فرنسا وشركائها الغربيين، تميل بعض دول الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا نحو روسيا، وهو ما يعقد أي محاولة للتقارب بين الأطراف الأفريقية. 

أخبار ذات علاقة

اجتماع لـ"إيكواس" في المقر الرئيسي بـ"أبوجا" نيجيريا.

انسحاب دول الساحل الأفريقي من "إيكواس".. قرار سيادي أم "هدية" للمتطرفين؟

وأظهرت حوادث مثل هبوط طائرة شحن نيجيرية في بوركينا فاسو دون إذن مسبق عمق التوتر، وأبرزت فرص الجماعات المسلحة في استغلال هذه الانقسامات.

الاستجابة الإقليمية ومحاولات المصالحة

رغم هذه التحديات، أطلقت بعض المبادرات لتعزيز التعاون الأمني، مثل زيارات وزير الدفاع النيجيري لمحاولة تعزيز التنسيق مع باماكو، ومؤتمرات إيكواس الأخيرة لمواصلة الحوار مع بوركينا فاسو ومالي والنيجر. 

ومع ذلك، يظل الانقسام وانعدام الثقة عائقًا كبيرًا أمام استجابة فعالة، ويستفيد المتطرفون من الفراغ الأمني لتوسيع نفوذهم بشكل مستمر.

تعكس حالة التوتر بين إيكواس وتحالف دول الساحل صراعًا إقليميًا معقدًا يمتد أثره إلى أمن غرب إفريقيا، حيث تجد الجماعات المتطرفة فرصًا متزايدة للتمدد عبر الحدود الضعيفة واستغلال الانقسامات السياسية والجيوسياسية. 

ويؤكد الخبراء أن الحل يعتمد على استعادة الثقة بين الدول، وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، ووضع مصالح السكان فوق أي أجندات خارجية أو صراعات داخلية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC