رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
أكد تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست" نقلاً عما أسمته "مصدرا دفاعيا"، أن الاجتماع الذي دعاه إليه وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، يوم الثلاثاء، في كوانتيكو بولاية فرجينيا بحضور نحو 800 عسكري، يأتي بناء على "اكتشاف أسلحة نووية روسية في فنزويلا".
وبينما يحيط الغموض وتتعدد التكهنات بخصوص الاجتماع العسكري الهام الذي قد يحضره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد تقرير المجلة أن هناك شكوكاً لدى واشنطن بأن روسيا قد نشرت أسلحة نووية في فنزويلا، في حادثة تستحضر أزمة الصواريخ الكوبية قبل عقود.
وكانت تقارير أمريكية عديدة قد أثارت تكهنات حول ما سيبحثه الاجتماع العسكري في فرجينيا، إذ افترض بعضها أنه يتعلّق بالهجمات الأخيرة لموسكو ضد حلف شمال الأطلسي، أو التحركات الأخيرة لغواصة روسية من طراز بوري قرب اليابان.
ويتجمّع آلاف من مشاة البحرية الأمريكية، وأسطول من السفن الحربية والغواصات التابعة للبحرية الأمريكية، وطائرات الشبح من طراز إف-35 لايتنينغ 2، الجيل المقاتل، قبالة سواحل فنزويلا، وسط توقعات محلليين وخبراء بأن نُذر التدخل العكسري الأمريكي في كراكاس لم تعد مستبعدة.
ويعدّ الاجتماع الذي دعا إليه هيغسيث حدثاً غير مسبوق وفق وصف الإعلام الأمريكي، خصوصاً أن غموضاً كبيراً أحاط بالقضية التي سيناقشها، إلا أن المصدر الدفاعي الذي استندت إليه "ناشيونال إنترست" أكد أن اجتماعاً بهذه الضخامة يرجّح أن يناقش "أمراً نووياً".
واستذكر تقرير "ناشيونال إنترست"، في معرض تأكيد الشكوك "النووية"، تصريحاً للنائب الجمهوري ماريو دياز-بالارت في عام 2019، خلال مقابلة مع تاكر كارلسون على فوكس نيوز، التي أكد فيها أن روسيا نشرت أسلحة نووية في فنزويلا.
وكان التصريح في ذروة التوتر بين إدارة ترامب ونظام نيكولاس مادورو، إذ كانت العلاقات في أدنى مستوياتها، مع دعم أمريكي لخوان غوايدو في محاولة لتغيير النظام. قبل عام من ذلك، في 2018، هبطت قاذفات روسية قادرة على حمل أسلحة نووية في فنزويلا، لكن لا تقارير موثقة تشير إلى حملها أسلحة نووية أو إفراغها هناك.
ويلمّح المصدر الدفاعي إلى قلق في إدارة ترامب من نشر فعلي للأسلحة، لكنه يؤكد "عدم وجود دليل"، لكنه في المقابل يرجّح أن الاجتماع الحالي يبدو كاستجابة محتملة لإعادة تقييم هذه التهديدات، خاصة مع الانتشار العسكري قبالة فنزويلا.
أزمة كوبية جديدة
وإن صدقت تلك التكهنات، فإن منطقة الكاريبي ستستعيد أجواء أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، التي كانت أقرب لحظة للحرب النووية، ففي ذلك الوقت، نقل الاتحاد السوفيتي صواريخ باليستية إلى كوبا، مما دفع إدارة جون كينيدي إلى فرض حصار.
ويعدّ نشر الأسلحة في هذه المنطقة انتهاكاً لمبدأ مونرو، الذي يحظر تدخل قوى خارجية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، خاصة بالأسلحة النووية، إذا ثبت وجود أسلحة روسية نووية في فنزويلا، فسيكون التهديد وجودياً للولايات المتحدة، مما يفسر الاجتماع كخطوة للتنسيق العسكري، وفق تقرير "ناشيونال إنترست".
ولا يستبعد التقرير نشوء ما أسماه "أزمة الصواريخ الفنزويلية"، مفترضاً سيناريو لمرحلة شديدة التوتر مع محاولات لفض النزاع، بما في ذلك التشاور مع الحلفاء وتبادل معلومات استخباراتية سرية.
وفي السيناريو "المفترض" أيضاً ستُعقد اجتماعات مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بسرعة، تشمل الرئيس، وزير الخارجية، وزير الدفاع، رؤساء الاستخبارات، ورؤساء الأركان الذين سيقيمون التهديدات للوطن الأمريكي والاستقرار الإقليمي.
وقد يصدر البيت الأبيض إدانات مطالبة بسحب الأسلحة، كما حدث في 2018 مع نقل القاذفات الروسية، ولتجنّب الذعر، قد يبقى الأمر سرياً، مع اتصالات مباشرة بروسيا وفنزويلا، فخلال أزمة كوبا، حافظت إدارة كينيدي على السرية حتى اكتشاف الصحافة لها.
من الناحية الدبلوماسية والاقتصادية، تتوقع "ناشيونال إنترست" فرض عقوبات أكثر استهدافاً ضد روسيا وفنزويلا، مع تجميد أصول وتقييد صادرات النفط، توسيع العزلة الاقتصادية لكاراكاس بهدف تقويض اعتماد مادورو على موسكو، بما في ذلك الحد من التحويلات المالية والمساعدات الإنسانية. كما قد يشمل ذلك ضغطاً على دول ثالثة مثل الصين أو كوبا لعدم دعم النشر.
أما عسكرياً، فقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات تعزيزية بالفعل، مثل الانتشار قبالة السواحل، لتعزيز الردع. قد يتكرر نموذج الحصار الكوبي، مع نشر بحرية أمريكية لمنع وصول أسلحة إضافية، أو مهاجمة قوارب مشتبه بها في تهريب المخدرات.