يرى خبراء ومحللون سياسيون فرنسيون، أن استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه حرب أوكرانيا تركز على الضغط على روسيا بالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية لتحقيق اتفاق بين موسكو وكييف، مشيرين إلى أنها قد لا تكون لمصلحة روسيا بالكامل، كما كان يُعتقد.
وفي آخر حديث له عن الحرب، أكد ترامب على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الصراع، وهو ما يعد من أولويات برنامجه السياسي.
وخلال ظهوره في المكتب البيضاوي بعد 4 أعوام من الغياب، قال ترامب إن استمرار الحرب يؤدي إلى "تدمير روسيا اقتصاديًّا"، مشيرًا إلى تأثير العقوبات الاقتصادية وارتفاع التضخم في موسكو.
مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية، جان بيير كارسون، قال لـ"إرم نيوز" إن ترامب "يضغط على روسيا بشكل غير مباشر عبر إظهار التأثير السلبي الكبير للعقوبات على الاقتصاد الروسي. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في رد فعل موسكو على هذه الضغوط"، بحسب كارسون.
وأضاف أن ترامب يضع استراتيجية تتمحور حول التوصل إلى صفقة لا تكون بالضرورة في صالح روسيا بالكامل، ولكنها تضمن سلامًا نسبيًا في المنطقة.
ورأى كارسون أن استمرار الحرب في أوكرانيا قد يضع روسيا في موقف صعب، مع فقدان جزء كبير من قوتها العسكرية والاقتصادية، وهو ما يراه ترامب تدميرًا للبلاد، وهو يعبر عن دعمه لسياسة فرض عقوبات اقتصادية إضافية ضد روسيا إذا استمر الوضع على حاله.
وفي هذا السياق، صرح ترامب أن "الرئيس الأوكراني زيلينسكي يريد اتفاقًا، لكننا لا نعلم إذا كان بوتين يريده".
وبينما يواصل الرئيس الأمريكي دعوته للسلام، لا يزال خيار الدعم العسكري لأوكرانيا قائمًا في حال فشل المفاوضات.
وفيما يسعى ترامب للضغط على موسكو، يبقى السؤال المطروح هل ستقبل روسيا الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء هذا الصراع الدموي.
أما ماري دوبري، المحللة السياسية في معهد السياسة الخارجية، فقد قالت لـ"إرم نيوز"، "رغم أن ترامب يدعو للسلام، فإن خطته قد تتطلب تقديم تنازلات كبيرة من كييف، وهو ما قد يثير الجدل داخل أوكرانيا وحلفائها الغربيين، وتستمر العقوبات في عرقلة الاقتصاد الروسي، متسائلة هل سيكون هذا كافيًا لإقناع بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات؟".
وأشار المحلل السياسي الفرنسي جان فيليب ديبو في مركز الدراسات الاستراتيجية في باريس، لـ"إرم نيوز"، إلى أن ترامب يحاول استخدام الضغوط الاقتصادية لتسريع الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب.
وعدّ ديبو أن "الاستراتيجية التي يتبعها ترامب تتمثل بتحميل بوتين المسؤولية عن الانهيار الاقتصادي في بلاده، مع الاستعداد لتقديم مساعدة عسكرية كبيرة لأوكرانيا إذا استمرت موسكو في رفض السلام".
