هاجمت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاة العودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، واصفة هذه الدعوة بـ"الخيانة".
وقال حسين شريعتمداري، مدير تحرير الصحيفة، في مقال اليوم الثلاثاء، إن "نغمة التفاوض مع أمريكا إن لم تكن خيانة، فهي حماقة صريحة، والخائن والأحمق وجهان لعملة واحدة"، مضيفا أن المفاوضات ما هي إلا فخ أمريكي لتضليل إيران وشل إرادتها.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي في وقت تتزايد فيه التكهّنات حول احتمال استئناف المحادثات بين طهران وواشنطن، بعدما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية بلاده التفاوض مع إيران قريباً.
وكانت مفاوضات غير مباشرة قد جرت بين البلدين سابقاً بوساطة عمانية، ووصلت إلى جولتها السادسة في روما قبيل الهجوم الإسرائيلي الموسّع على إيران في 13 يونيو حزيران الفائت.
في المقابل، لا تزال إيران تنفي وجود أي نية فورية للتفاوض مع واشنطن، وتصر على استمرار برنامجها النووي، حيث أكّد المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في مقابلة مع شبكة CBS الأمريكية "إذا أرادت أمريكا فرض شروطها، فالتفاوض معها مستحيل".
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، "لم يتم تحديد موعد للمفاوضات حتى الآن، ومن المرجح ألا يكون ذلك قريباً".
ويبرز انقسام في الخطاب الإيراني، يؤكد التوتر داخل أروقة السلطة بين من يدفع نحو تسوية محتملة، وتيار متشدد يرى في أي تقارب مع أمريكا تهديدا للثوابت.
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة كيهان أن القيادة العسكرية العليا في البلاد عيّنت بديلاً عن الجنرال علي شادماني، قائد مقرّ "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي الذي قُتل في 17 يونيو حزيران الفائت بغارة إسرائيلية دقيقة، مشيرة إلى أن اسم القائد الجديد لم يُكشف لأسباب أمنية.
وبحسب الصحيفة، فإنّ تعيين القائد الجديد جاء في أعقاب اغتيال شادماني الذي لم يمضِ على توليه منصبه سوى 12 يوماً فقط، بعدما خَلَف الجنرال غلام علي رشيد، القائد السابق للمقر نفسه، والذي كان قد قُتل أيضاً في الهجمات الإسرائيلية.
وأشارت كيهان إلى أن اغتيال القادة العسكريين الكبار في إيران، وكذلك خلفاؤهم، يعيد للأذهان التكتيك الإسرائيلي الذي استخدم في الحرب على لبنان في تشرين الأول من العام الماضي، حين استهدفت إسرائيل بشكل مكثف القيادات الميدانية في حزب الله، وأعلنت لاحقًا أن "استراتيجية بيروت ستُطبَّق في طهران".
وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية أن شادماني قُتل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منشأة قيادة في وسط طهران.