بوتين: أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفا للجيش الروسي

logo
العالم

بوتين يفتح نافذة المفاوضات مع أوكرانيا.. اختبار للنيات أم "خدعة" مدروسة؟

بوتين يفتح نافذة المفاوضات مع أوكرانيا.. اختبار للنيات أم "خدعة" مدروسة؟
قوات روسية تطلق النار في معارك كورسكالمصدر: baohaiduong.vn
16 يونيو 2025، 7:31 م

في خطوة غير متوقعة تزامنت مع تصعيد ميداني مستمر، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب باستعداد روسيا لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا بعد 22 يونيو/حزيران الجاري.

ووفقًا لأوشاكوف، فقد أبلغ بوتين ترامب في اتصال هاتفي بتنفيذ الاتفاقات التي أبرمت بين الوفدين الروسي والأوكراني خلال اجتماع إسطنبول في 2 يونيو/حزيران الجاري، مع الإشارة إلى تقدم في ملف تبادل أسرى الحرب، خصوصًا الجرحى والشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

وفي لفتة رمزية غير معتادة وسط المكالمة السياسية، ذكر بوتين نظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة تحتفل بيوم العلم والذكرى الـ250 لتأسيس قواتها البرية، ما اعتبره مراقبون رسالة غير مباشرة لتحفيز روح التفاهم والحوار، وسط أجواء يغلب عليها مناخ الحرب والاصطفاف الحاد.

ومع المساعي الروسية التي ظهرت جليًّا في المكالمة بين ترامب وبوتين، ومحاولة موسكو تقديم نفسها كطرف منفتح على تسوية سياسية، يثار تساؤل على الساحة السياسية.. هل تعتبر تصريحات بوتين اختبارًا للنيات أم خدعة روسية مدروسة؟

أخبار ذات علاقة

رجال انقاذ في أحد المواقع المستهدفة من قبل روسيا في أوكرانيا

بعد الدعم المطلق.. هل أنهت أمريكا "الشيك المفتوح" مع أوكرانيا؟

 مناورة سياسية

وأكد خبراء أن إعلان بوتين استعداده لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا لا يعكس بالضرورة رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، بل يفسر كمناورة سياسية تستهدف كسب الوقت وتثبيت المكاسب العسكرية التي حققتها موسكو ميدانيًّا، خاصة بعد ضمها أربع مقاطعات أوكرانية وشبه جزيرة القرم. 

وأضاف الخبراء، لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تسعى لفرض شروطها من موقع قوة، وتضع مذكرة تفاهم مشروطة كأساس لأي حوار، ما يعكس هيمنتها على مسار التفاوض وجدوله.

وأوضح الخبراء أن موسكو تستثمر ملف التفاوض لتحقيق مكاسب إنسانية وسياسية، كتبادل الأسرى وبحث ملف محطة زابوروجيا النووية، دون تقديم تنازلات جوهرية. 

وأشاروا إلى أن الكرملين لا يريد قطع قنوات الاتصال مع واشنطن، أملًا في تخفيف العقوبات، في الوقت الذي لا تزال فيه كييف أمام خيار الدخول في تسوية سياسية توازن بين الواقع الميداني وتجنيبها مزيدًا من الخسائر.

قواعد اللعبة العسكرية

وبهذا السياق، قال المحلل السياسي والخبير في الشأن الروسي، د.محمود الأفندي، إن روسيا باتت تملك زمام المبادرة سياسيًّا وعسكريًّا، نتيجة سيطرتها على قواعد اللعبة العسكرية داخل الأراضي الأوكرانية، مما يجعلها الطرف الذي يحدد مواعيد التفاوض وأطر اللقاءات.

وأضاف الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن موسكو فتحت باب التفاوض في إسطنبول، لكنها وضعت شروط محددة، أبرزها وجود تواصل مباشر مع الجانب الأوكراني، وذلك فقط في حال قبوله بمذكرة التفاهم التي قدمتها روسيا سابقًا، التي تم الكشف عن مضمونها عبر وسائل الإعلام الروسية.

وأوضح أن المذكرة الروسية تدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار يرتكز على معالجة جذرية للأزمة، مشيرًا إلى أنه إذا وافقت كييف على ما ورد في المذكرة، فإن باب التفاوض في إسطنبول سيُعاد فتحه مجددًا.

وأشار إلى أن روسيا أجرت عمليات تبادل أسرى من منطلق إنساني، نافيًا وجود أي مراوغة من جانب موسكو فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، طالما التزمت كييف بشروط المذكرة الروسية.

الخيار الأوكراني الوحيد

ولفت الأفندي إلى أن الفرصة لا تزال قائمة أمام أوكرانيا إذا رغبت فعليًّا في الحفاظ على ما تبقى من أراضيها، مؤكدًا أن باب إسطنبول سيبقى مفتوحًا، إذا شعرت كييف أنه لا خيار أمامها سوى الانخراط في تسوية سياسية تُراعي الواقع الميداني وتجنبها المزيد من الخسائر.

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، د.نبيل رشوان، إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأمريكي عن استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع أوكرانيا، يُعبر في جوهره عن رغبة روسية في كسب الوقت لا أكثر.

وأكد رشوان، لـ"إرم نيوز"، أن موسكو لا تخسر شيئًا من الدخول في مفاوضات، خصوصًا أنها تسيطر حاليًّا على الأرض بعد ضم المقاطعات الأربعة، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وبالتالي تتفاوض من موقع قوة.

وتابع: "موسكو ترى في المفاوضات فرصة لتبادل الأسرى، ولبحث وضع محطة زاباروجيا النووية، ما يمنحها مكاسب سياسية وإنسانية في آن واحد"، وأن الولايات المتحدة تواجه مأزقًا كبيرًا بسبب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ما يزيد من تعقيد المشهدين الإقليمي والدولي.

أخبار ذات علاقة

 أنظمة صواريخ إس-400 تريومف الروسية

خبراء: تلويح بوتين بـ"الثالوث النووي" رسالة للغرب وتحذير لأوكرانيا

 تخفيض العقوبات الغربية

وأشار رشوان إلى أن بوتين لا يرغب في قطع "شعرة معاوية" مع واشنطن، إذ لا تزال روسيا تأمل في تخفيض العقوبات الغربية، رغم أن الولايات المتحدة بحسب تصريحاته، بعض التنازلات بشأن الأراضي الأوكرانية، لكنها لم تقدم حتى الآن أي تنازلات فعلية تجاه موسكو.

ووصف رشوان تصريحات بوتين بشأن الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا بأنها نوع من "المواربة السياسية"، مشيرًا إلى أن الطرفين الروسي والأوكراني، لم يقدّما حتى الآن أي تنازلات حقيقية، رغم تبادلهما مذكرات تتضمن المطالب خلال الجولة الثانية من محادثات إسطنبول.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC