الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
موهوزي كاينروجابا، البالغ من العمر 51 عاما، ابن الرئيس يويري موسيفيني، يبدو الوريث الواضح للرئاسة في أوغندا، لكنه ليس شخصية تقليدية
يُعرف "موهوزي" بمزاحه الغريب والمستفز، حيث تحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً إنه "أكثر وسامة وطولاً وجاذبية"، وتحدى مغني الراب جاي زي في منافسة مع بيونسيه.
ومع ذلك، تتقاطع هذه المزحات مع واقع أكثر قتامة؛ إذ يتفاخر موهوزي بأعمال العنف السياسي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
في مثال صادم على عنفه، أشرف موهوزي على تعذيب الحارس الشخصي للمعارض بوبي واين، إدوارد سيبوفو، في قبو منزله.
وتعرض سيبوفو للضرب بالصدمات الكهربائية والهراوات والجلد، وأُجبر على الركوع ومبايعة موهوزي ووالده؛ وعلى الرغم من غرابة الحدث، لم يكن مزحة: "أتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعال جنودي! بما في ذلك الضرب المبرح الذي طال انتظاره". غرّد موهوزي على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا الحارس بـ"كيس ملاكمة".
من ناحية أخرى، يواجه يويري موسيفيني، الرئيس الذي حكم أوغندا منذ 1986 بعد قيادة جيش متمرد، انتقادات دولية لتمديده الولاية تلو الأخرى. إلا أنه لم يحاول ردع ابنه عن الطموح السياسي، بل أشار علنا إلى أن موهوزي هو خطته للمرحلة المقبلة: "خطة موسيفيني (أ) و(ب) و(ج) و(د) هي موهوزي؛ لا توجد خطة انتقالية في أوغندا".
وُلد موهوزي في تنزانيا، وتلقى تعليمه في كينيا والسويد قبل أن يستقر في أوغندا، ودرس في مدارس داخلية صارمة، حيث فرض الجلد والخوف من السلطة على الطلاب.
وبرز شغفه بالرياضة وأفلام الكونغ فو، لكنه بقي خجولا ومتفكرا. امتيازه كابن الرئيس منحه حياة مريحة، لكنه واجه توقعات عالية من والده الصارم.
بعد الجامعة، انخرط موهوزي في الحركات الطلابية الأفريقية، ثم تزوج شارلوت كوتيسا من عائلة سياسية بارزة، وانتقل لاحقا إلى الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في بريطانيا، وأكمل تدريبات متقدمة في مصر وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة.
ومع ذلك، لم يظهر اهتماما خاصا بالجيش، رغم صعوده في الرتب العسكرية ليصبح قائد القوات البرية في عام 2021.
في تغريدة مثيرة للجدل، كتب موهوزي عن غزو محتمل للعاصمة الكينية نيروبي، ناقش الحي الذي سيعيش فيه بعد السيطرة على المدينة، ثم عاد ليصف الأمر بأنه "مزحة"؛ إلا أن التغريدة سببت إحراجا للرئيس موسيفيني، الذي اضطر للاعتذار للكينيين.
لم يكتفِ موهوزي بالمزاح، بل هدد باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد أي قائد شرطة يفشل في منع الاجتماعات العامة التي يُساء فيها لأي فرد من عائلته، وتعهد باعتقال أعضاء البرلمان الذين يرفضون تمويل الجيش وفقا لرغباته؛ كما أمر مكتبه بمراقبة وسائل الإعلام عن كثب.
وعلى الرغم من أن العسكريين لا يُسمح لهم بالمشاركة في السياسة وفق القانون الأوغندي، يملك موهوزي كيانا سياسيا خاصا، "الرابطة الوطنية الأوغندية"، التي تدعم ترشحه المحتمل.
ويبدو أنه يختبر الشعبية بين الشباب الأوغندي، مستهدفا قاعدة مؤيدي المعارض بوبي واين، الذي يُنظر إليه كتهديد محتمل لموسيفيني ولموهوزي نفسه.
يصفه خبراء بأنه شخص هادئ ومتأمل، لكنه يحمل خلف ابتساماته المزاحية قدرة على ممارسة العنف السياسي عند الحاجة.
وقد أصبح حاضرا في العمليات العسكرية الدولية، متعاونا مع القوات الأمريكية في مواجهة مسلحي تنظيم داعش وحركة الشباب في أفريقيا الوسطى والكونغو.
بين المزاح، والتهديدات، والتحالفات العسكرية، يظل موهوزي شخصية شديدة التعقيد.
ويؤكد مستشاروه أنه لن يواجه والده في انتخابات مباشرة، لكن طموحه الواضح والسيطرة على الجيش الأوغندي تجعلان منه قوة غير مسبوقة قد تحدد مستقبل أوغندا في العقد القادم.