تستعد فرنسا لموجة غير مسبوقة من الإضرابات والاحتجاجات في العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، قد تشل قطاعات حيوية تشمل النقل، الطاقة، الطيران، التعليم، المستشفيات والصيدليات.
وبينما يلوح البعض بيوم "شلل عام"، تراهن النقابات على تعبئة أوسع في 18 سبتمبر/ أيلول لمواجهة خطط الحكومة لخفض الإنفاق العام.
وينذر المشهد بـ"سبتمبر ملتهب"، قد يعيد إلى الأذهان أزمات اجتماعية كبرى عرفتها فرنسا في العقود الأخيرة.
وتشمل هذه الدعوات الإضراب والتظاهر ضد خطط الحكومة لخفض الإنفاق العام، وبعض هذه التحركات تنضم مباشرة إلى التعبئة عبر الشبكات الاجتماعية تحت شعار "شلل عام للبلاد" يوم 10 سبتمبر.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت كافة النقابات عن يوم وطني للتعبئة في 18 سبتمبر/ أيلول، يشمل الإضراب والمظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
وفيما يلي أبرز المواعيد والقطاعات التي أعلنت عن تحركاتها:
أعلنت اتحادات سائقي التاكسي، مساء الأربعاء، عن تأجيل تحركها الاحتجاجي الذي كان مقرراً في 5 سبتمبر/ أيلول، معتبرة أن "إطلاق التعبئة في هذا التوقيت سيكون إهداراً لطاقة ثمينة".
وكانت هذه التعبئة موجهة ضد إصلاح قواعد تحمل التأمين الصحي لتكاليف نقل المرضى بالتاكسي، والمقرر تطبيقه في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بهدف خفض التكاليف.
بدوره، دعا اتحاد "Sud-Rail"، ثالث نقابة لعمال السكك الحديدية، إلى إضراب يوم 10 سبتمبر/ أيلول، احتجاجاً على خطط الحكومة لإلغاء يومي عطلة رسمية، وللمطالبة بـ 1.5 مليار يورو إضافية لتحديث الشبكة.
أما النقابات الأكبر (CGT-Cheminots وUNSA-Ferroviaire) فما زالت تدرس موقفها.
كما دعا الاتحاد الجوي الجنوبي إلى إضراب عام وعرقلة المطارات يوم 10 سبتمبر/ أيلول، مندداً بإلغاء أيام العطل، وتجميد المعاشات، وتدهور ظروف العمل في قطاع الطيران.
وأعلن الاتحاد الوطني لمراقبي الحركة الجوية (SNCTA)، الذي يمثل 60% من العاملين في المهنة، عن إضراب جديد يوم 18 سبتمبر/ أيلول، بسبب "فشل الحوار الاجتماعي".
ويطالب المراقبون بزيادة الأجور لتغطية التضخم لعام 2024، إضافة إلى إصلاحات في إدارة القطاع.
وفي مستشفيات باريس (AP-HP)، تدعو خمس نقابات (CGT, FO, Unsa, CFTC, CFDT) إلى عقد جمعيات عامة خلال الأسبوعين المقبلين، تمهيداً لإضراب محتمل اعتباراً من 5 سبتمبر/ أيلول.
وتندد النقابات بـ"تدهور غير مسبوق" في ظروف العمل داخل المستشفيات وبـ"خطة بايرو".
كما تعتزم النقابات الخمس للصيادلة (Uspo, FSPF, UNPF, Federgy, UDGPO) إغلاق الصيدليات يوم 18 سبتمبر/أيلول، ثم كل يوم سبت اعتباراً من 27 سبتمبر/ أيلول.
وتأتي الخطوة احتجاجاً على خفض هامش الخصومات على الأدوية الجنيسة من 40% إلى 30%، وهو ما تعتبره النقابات "تهديداً مباشراً لبقاء الصيدليات الضعيفة".
قوة العمل (FO) – من 1 سبتمبر إلى 30 نوفمبر
أعلن الأمين العام لنقابة "FO"، فريدريك سويّو، أن النقابة تضع فترة إضراب مفتوحة حتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضد إجراءات الحكومة، لكنها لن تنضم إلى دعوة "شلل عام" يوم 10 سبتمبر/ أيلول، معتبرة أن "الشعارات متناقضة".
وأطلق اتحاد "CGT" للمناجم والطاقة دعوة للإضراب ابتداءً من 2 سبتمبر/ أيلول، مع نشر خريطة لنقاط تجمع في عشرات المدن الفرنسية.
ودعت "CGT" للكيمياء (Fnic) إلى إضراب يوم 10 سبتمبر/أيلول للمطالبة بزيادة الأجور، ورفض أيام الانتظار السبعة (carence)، وإلغاء الإعفاءات الاجتماعية والطبية، إضافة إلى الاعتراض على إلغاء يومي عطلة رسمية.
كما دعت "CGT" للتجارة والخدمات إلى إضراب يوم 10 سبتمبر/ أيلول، مع تجمع لفرع الحراسة الأمنية أمام وزارة العمل.
ويندد المحتجون في بيان صدر عنهم بـ"تصاعد الاعتداءات، ضعف الرواتب، وظروف العمل غير المستقرة في قطاع الأمن".
من جهته، دعا الاتحاد النقابي للتلاميذ (USL) إلى إغلاق المدارس الثانوية يوم 10 سبتمبر/ أيلول، والانضمام إلى المظاهرات، بينما دعا اتحاد الطلاب (Unef) إلى المشاركة.
وقررت النقابات الثماني الكبرى، ضمن الإطار النقابي المشترك، تنظيم يوم وطني للتعبئة في 18 سبتمبر/أيلول يشمل الإضراب والتظاهر.
وأكدت الأمينة العامة لـ"CGT"، صوفي بينيه، أن "اختيار يوم الخميس مناسب أكثر للمشاركة الشعبية"، معتبرة أنه سيعطي للحراك "نَفَساً أطول".