يوما بعد آخر، تتكشف التفاصيل المحيطة بانقلاب بنين، ويزداد الغموض حول العقل المدبر له؛ المقدم باسكال تيغري، الذي تؤكد السلطات أنه موجود في توغو، لكن عدم تعليق توغو على هذه الأنباء، نفيا أو تأكيد، أبقى مجال التخمينات مفتوحا على مصراعيه.
ووسط حالة الترقب هذه، نشرت مجلة "جون أفريك" تقريرا أبرزت فيه 10 صفات ميزت قائد الانقلاب الفاشل، الذي تستعد سلطات بلاده لتقفي أثره في عواصم "الماما أفريكا"، وتحديدا لدى جارتها توغو، التي يبدو أن قضية تيغري ستعمق الخلافات المتوترة أصلا بينها وكوتونو.
وبحسب تقرير المجلة، فإن بنين لم تقدم دليلا ملموسا على أن قائد الانقلاب موجود حاليا في توغو، ولا تملك غير معلومة يتيمة، مفادها أنه غادر كوتونو بملابس مدنية متوجهًا مباشرةً إلى توغو، ولا يُعرف هل يقيم فيها، أم اتخذها معبرا نحو دولة أخرى.
وقالت "جون أفريك" إن وجود باسكال تيغري في لومي (أو حتى مجرد مروره) لم تؤكده السلطات التوغولية حتى اللحظة، وإن زادت الغموض حياله بتأكيدها أن المتحدث باسم الحكومة البنينية نفسه صرّح بأنه لا يعلم مكان وجود قائد الانقلاب.
وقال مصدر مقرب من رئيس توغو، فور إيسوزيمنا غناسينغبي، في تصريح صحفي: "لم تقدم كوتونو حتى الآن طلب تسليم إلينا"، قبل أن يضيف: "من المحتمل جداً أن تكون الأجهزة المتخصصة في بلدينا على اتصال وتتعاون بشكل وثيق في هذا الشأن".
حالة الغموض هذه ظلت الثابت الوحيد في مشهد بنين المضطرب منذ الانقلاب، الذي قاده ضابط كتوم كان يوصف بأنه عسكري مهني يطيع الرؤساء وقادته في الجيش، قبل أن يقرر على حين غفلة منهم خوض مغامرة اتضح لاحقا أنها لم تكن محسومة العواقب.
ونقلت المجلة عن ضباط كبار في بنين قولهم إنهم أصيبوا بالصدمة والذهول عندما اكتشفوا، الأحد الماضي، أن من دبر الانقلاب لم يكن سوى المقدم باسكال تيغري، الذي وصفه مصدر في القصر الرئاسي بأنه "ضابط منضبط، ويحترم رؤساءه. ليس من النوع الذي يتمرد، وهو أيضًا شديد التكتم".
أما العقيد ديودونيه دجيمون تيفودجري، قائد الحرس الجمهوري، فقال للمجلة: "لقد فاجأنا الأمر لأنه كان معروفًا بكونه جنديًا كفؤًا. لقد حالفه الحظ بالالتحاق بمدرسة تدريب الضباط، مما أتاح له الترقّي في الرتب. لطالما حظي بثقة رؤسائه".
يؤكد التقرير أن قائد الانقلاب تلقى تدريبًا في المدفعية، وخدم لفترة طويلة جنديا في الجيش البنيني، قبل أن ينتقل إلى مناصب قيادية عملياتية.
تولى باسكال تيغري، الذي كان في البداية قائدًا للكتيبة الثالثة للأسلحة المشتركة (BIA)، وهي وحدة نخبة في الجيش، قيادة المجموعة الثالثة للأسلحة المشتركة التابعة للحرس الوطني، والتي شُكّلت في يناير 2023، قبل أن يُستبدل في يناير الماضي بقائد الكتيبة بنيامين أهانانزو غليلي. ثم تولى قيادة مجموعة القوات الخاصة، التي يبدو أنها فتحت عينه على طموح الوصول للرئاسة.