بعد حالة الغموض التي سادت البلاد مع الإعلان رسميا عن إحباط محاولة الانقلاب في بنين يوم الأحد الماضي، وبعد أن طوت السلطات صفحة "أقصر انقلاب" في العالم عقب ساعات من خلال اعتقال عشرات الجنود المشاركين، بقي مصير المقدم "باسكال تيغري" العقل المدبر للمحاولة الفاشلة مجهولا؛ إذ لم يتم القبض عليه، كما لم يتم إحصاؤه بين عداد الأموات جراء تبادل النيران في ذاك اليوم الذي هز صورة وسلطة نظام الرئيس باتريس تالون.
اليوم، كشفت السلطات، رسميا، أن الرجل الذي قاد محاولة الانقلاب للإطاحة بباتريس تالون وصل إلى إحدى عواصم المنطقة، وقد طلب اللجوء فيها، دون أن تذكرها بالاسم.
لكن مجلة "جون آفريك" الفرنسية أكدت أن المقدم باسكال تيغري طلب اللجوء في توغو، ونشرت تفاصيل جديدة عن هروبه من البلاد، والطريقة التي وصل بها إلى العاصمة التوغولية لومي.
ونقلت عن مصدر في الحكومة البنينية قوله إن قائد الانقلاب الفاشل لجأ إلى مدينة لومي في توغو، بعد عبوره نهر مونو، حيث تم إيواؤه في مقاطعة لومي 2، وفق تعبيره.
وكشفت "جون آفريك"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن السلطات في بنين تستعد لإصدار مذكرة توقيف دولية (نشرة حمراء) إلى الإنتربول تطلب فيها توقيف مدبر الانقلاب وتسليمه ليقدم للعدالة في بلاده، لكن المجلة استبعدت أن تسلم توغو المقدم باسكال إلى بنين، فقد كشفت عن خلافات عميقة بين رئيسي البلدين بشأن موجة الانقلابات الأخيرة في غرب القارة الأفريقية.
وأضافت: "العلاقات بين توغو وبنين متوترة إلى حد ما، ففي السنوات الأخيرة، ومع تزايد الانقلابات في منطقة الساحل، تبنى البلدان مواقف مختلفة، بل ومتعارضة، إذ يفضل رئيس توغو الحوار مع نظرائه الذين وصلوا أخيرًا إلى السلطة في باماكو أو نيامي، وتحافظ السلطات التوغولية على علاقات جيدة مع نظرائها في تحالف دول الساحل، على عكس علاقاتها مع بنين التي يرفض رئيسها التعاطي مع الانقلابيين الجدد".
وأكدت المجلة أن رئيس توغو، فور إيسوزيمنا غناسينغبي، اتصل يوم الانقلاب بالرئيس البنيني "لعرض دعمه"، وفقًا لما أفاد به المقربون منه، لكنه لم يتمكن من الوصول إليه، مشيرة إلى أنه في المقابل، قام الرئيس التوغولي مساء أمس بزيارة خاطفة إلى النيجر، واجتمع مع رئيسها الانتقالي الجنرال عبد الرحمن تياني.