سلط تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على التوتر المتزايد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بعد فشل ترشيح "إد مارتن" لمنصب المدعي العام الأمريكي، في خطوة سلطت الضوء على حدود نفوذ ترامب حتى داخل معسكره.
ورغم جهود مارتن المكثفة على مدار ثلاثة أسابيع لكسب دعم لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، أعلن ترامب سحب ترشيحه لصالح القاضية السابقة ومقدمة برامج "فوكس نيوز" جانين بيرو، مع الإشارة إلى أن مارتن سيُعيّن في موقع آخر داخل وزارة العدل.
وبحسب الصحيفة، كان مارتن يتولى المنصب مؤقتاً منذ نحو ثلاثة أشهر، لكن سلسلة من القضايا المرتبطة بسجله السابق، وعلاقاته بمثيري الشغب في أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير/ كانون الأول 2020، وتصريحاته المثيرة للجدل أمام مجلس الشيوخ، أثارت قلقاً واسعاً لدى عدد من الجمهوريين، ما أدى إلى تقويض فرص تثبيته.
وفي الوقت الذي حاول مارتن اختزال أسباب فشل ترشيحه في معارضة السيناتور الجمهوري توم تيليس، كشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن الاعتراضات داخل الحزب كانت أوسع وأكثر عمقاً. فقد أثارت ممارساته في المنصب المؤقت قلقاً بين المساعدين والمشرعين، خاصة مع سعيه لإعادة هيكلة مكتب المدعي العام بطريقة عدائية ومسيّسة.
اللافت في حالة مارتن، وفق التقرير، أنه مارس فعلياً المهام التي كان مرشحا لها، ما أتاح للمشرعين تقييم أدائه عمليا. لكن هذا التقييم، بدلاً من أن يعزز فرصة، عمّق المخاوف بشأن نواياه وسلوكياته.
وتشير الصحيفة إلى أن مارتن، الذي اشتهر بمشاركته في تنظيم حملة "أوقفوا السرقة" المشككة بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كان موجوداً خارج مبنى الكابيتول خلال اقتحامه، وله علاقات مع بعض من أكثر مثيري الشغب تطرفاً.
كما أن مواقفه التصادمية تجاه بعض الجمهوريين البارزين، بينهم السيناتوران جون كورنين وتيد كروز، أضعفت موقفه داخل اللجنة القضائية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب انسحب بهدوء، في إشارة نادرة على استعداده لتفادي معركة خاسرة داخل حزبه، وتوجه مباشرة إلى جانين بيرو، الصديقة القديمة التي يُتوقع أن تمر بسهولة من مسار التثبيت الرسمي، لتكون الوجه البديل في هذا المنصب القضائي الحساس.
