قال عضو البرلمان الإيراني فرشاد إبراهيم بور، إن ممر "زانجيزور" الذي اتفقت كل من أمريكا وأرمينيا وأذربيجان على إنشائه، يأتي ضمن خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى محاصرة إيران.
وأضاف بور، في حوار مع "إرم نيوز"، أن الخاسرين من هذا الاتفاق هم روسيا وإيران وأرمينيا نفسها، في حين أن الرابحين هم تركيا، أمريكا، وأذربيجان التي ستستفيد من هذا الممر لربطها بجمهورية نخجوان ومن ثم بتركيا.
وتاليا نص المقابلة:
كيف تنظرون إلى الاتفاق الأخير بين أذربيجان وأرمينيا بشأن ممر زانجيزور؟
هذا الاتفاق يعكس في الأساس ضعف روسيا وإيران، وهو ما أفسح المجال أمام دخول الولايات المتحدة إلى المشهد.
برأيي، الخاسرون من هذا الاتفاق هم روسيا وإيران وأرمينيا نفسها، في حين أن الرابحين هم تركيا، أمريكا، وأذربيجان التي ستستفيد من هذا الممر لربطها بجمهورية نخجوان ومن ثم بتركيا.
ما هي انعكاسات الممر الجديد على موقع إيران الجيوسياسي؟
لا أعتقد أن إنشاء ممر زانجيزور سيؤدي إلى "خنق جيوسياسي" لإيران؛ لأن خطوط الاتصال البرية مع روسيا عبر أذربيجان وأرمينيا ستبقى قائمة.
لكن الخطورة تكمن في اقتراب النفوذ الأمريكي من حدودنا، عبر مشروع يمتد لــ99 سنة بإدارة كونسورتيوم أمريكي، يضم خطوط نقل للطاقة والاتصالات. هذا ما يثير قلقنا، خاصة أن الولايات المتحدة تسعى لترسيخ وجودها في جنوب القوقاز.
المشروع الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة ذات أبعاد تجارية واقتصادية فلماذا هذه المخاوف الإيرانية؟
إن هذا المشروع لا يقتصر على كونه خطاً تجارياً، بل يحمل أبعاداً أمنية وعسكرية خطيرة، إذ يمكن أن يتحول إلى مسار لنقل قوات وتجهيزات أمريكية وأطلسية نحو القوقاز وآسيا الوسطى، والمشروع يحمل بذور زعزعة استقرار المنطقة.
وهو ليس مشروعاً عادياً بل هو جزء من استراتيجية كبرى للولايات المتحدة وبدعم إسرائيلي لمحاصرة إيران جيوسياسياً، وهو ما يحوّله إلى تهديد مباشر على الأمن الوطني والإقليمي.
هل تتحمل إيران مسؤولية ما جرى.. وماذا عن دور روسيا في هذه التطورات؟
نعم، كان بإمكان إيران أن تبادر منذ البداية إلى صياغة تفاهم ثلاثي مع أذربيجان وأرمينيا قبل دخول واشنطن على الخط. للأسف، حصل تقصير وغفلة، الأمر الذي سمح للأمريكيين بالسيطرة على زمام المبادرة.
أما بالنسبة إلى روسيا فقد ارتكبت خطأ كبيراً خلال حرب قره باغ الثانية، إذ امتنعت عن مساعدة أرمينيا، بل دعمت أذربيجان بشكل غير مباشر، فتمكّنت الأخيرة بدعم تركي وإسرائيلي من فرض السيطرة على الإقليم. هذا ما شجعها على الضغط لفرض ممر زانجيزور.
هل يشكل الوجود الأمريكي تهديداً مباشراً لإيران بعد هذا الاتفاق، وما هو تقييمكم النهائي للاتفاق؟
الاتفاق ينص على أن الولايات المتحدة ستتولى ضمان أمن الممر، لكنه لا يعني بالضرورة نشر قوات عسكرية هناك. مع ذلك، فإن مجرد وجود واشنطن في هذه المنطقة يتناقض مع خطابنا الداعي لإخراج أمريكا من غرب آسيا.
وفي النهاية، أرى أن الرابحين الحقيقيين هم تركيا وأذربيجان وأمريكا، أما إيران وروسيا وأرمينيا فهم الخاسرون. لكن لا يجب أن ننسى أن التطورات قد تتغير مع مرور الوقت، وأن التوازنات في المنطقة ليست ثابتة.
الشعور السائد بأن إيران تفقد مجالات نفوذها واحداً تلو الآخر ليس دقيقاً، فالأفكار والتيارات لا تُمحى بسهولة، كما أن علاقاتنا مع الجوار لا تزال قائمة ويمكن تعزيزها.