في تقرير لموقع Free Malaysia Today، أكد الكاتب والمحلل الاستراتيجي كاثيراسين أن أفضل استراتيجية لماليزيا تتمثل في إبقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المقرر عقدها في أكتوبر، بدلاً من إبعاده.
وأوضح أن هذا الخيار يتيح لترامب سماع مخاوف دول الرابطة بشأن الوضع في غزة مباشرة، دون أن يضر بمصالح ماليزيا.
أعرب كاثيراسين عن دهشته من توصية رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد لأنور إبراهيم بإلغاء دعوة ترامب، مشيراً إلى أن شعوره كان نابعا من التأثر بالدمار والمعاناة في قطاع غزة.
وقال مهاتير محمد في نُشر على فيسبوك في 27 سبتمبر، إن "الفلسطينيين لا يُقتلون بالقنابل والأسلحة فحسب، بل بالمجاعة المصنّعة عمدًا".
ويشير التقرير إلى أن الحكومة الماليزية تتحمل مسؤولية أخلاقية لتوضيح موقفها من وحشية إسرائيل والولايات المتحدة، وأن جميع الماليزيين يتعاطفون مع الفلسطينيين ويرغبون في العودة إلى طاولة المفاوضات لحل الصراع المستمر منذ عقود.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أنور إبراهيم موقف ماليزيا الثابت: "نحن أحرار في التعبير عن آرائنا لأننا دولة مستقلة وذات سيادة، ولكن يجب علينا أيضًا التحلي بالحكمة في تكوين الصداقات".
ويشير الموقع إلى أن ماليزيا قدمت مساعدات مالية وإنسانية كبيرة للفلسطينيين، حيث ساهمت منذ 2024 بأكثر من 70 مليون رينغيت ماليزي، مع خطط لتقديم 105 ملايين رينغيت إضافية لإعادة إعمار غزة، ما يعكس التزامها القوي بالقضية الفلسطينية.
ويبرز التقرير أن إلغاء دعوة ترامب قد يؤدي إلى توتر العلاقات الثنائية بين ماليزيا والولايات المتحدة، مما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد الوطني.
ففي 2024، بلغت صادرات ماليزيا إلى الولايات المتحدة نحو 198.65 مليار رينغيت، تشمل أشباه الموصلات، الأجهزة الإلكترونية، ومعدات الآلات، بينما تستثمر الشركات الأمريكية في ماليزيا وتوظف عشرات الآلاف من المواطنين.
وأشار كاثيراسين إلى أن الحكومة الماليزية تتعاون مع الولايات المتحدة في مجالات استراتيجية مثل مكافحة الإرهاب، وأن أي تصعيد أو رفض قاطع قد يهدد هذه الجهود.
كما شدد على أن رئيس الوزراء يتصرف نيابة عن رابطة دول جنوب شرق آسيا وليس فقط نيابة عن ماليزيا، وأن أعضاء الرابطة يفضلون الحوار مع ترامب لتجنب إثارة غضب الولايات المتحدة أو منافستها الصين، مؤكدين أهمية الحفاظ على الحياد.
وفقًا للتقرير، فإن مشاركة ترامب في القمة تتيح لجميع دول آسيان التعبير عن مخاوفها بشأن غزة مباشرة، كما توفر لماليزيا منصة قوية لتأكيد موقفها من القضية الفلسطينية بطريقة أكثر فاعلية من استبعاد الرئيس الأمريكي.
وتوضح الدعوة أن ماليزيا اختارت الدبلوماسية بدلاً من الغضب، مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية والاقتصادية.
ويشير كاثيراسين إلى أن اللقاء قد يفتح المجال لمبادرات عملية، مثل تخفيض التعريفات الجمركية على السلع الماليزية، أو تعزيز التعاون الاقتصادي، ما يصب في مصلحة الشعب الماليزي.
ويوضح الكاتب أن إلغاء الدعوة لن يؤدي إلى السلام في غزة، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية تتعلق بعلاقات ماليزيا الاقتصادية والدبلوماسية، مما يجعل إبقاء ترامب ضمن القمة الخيار الأكثر حكمة واستراتيجية.