يتنافس ميناء تيما في غانا مع ميناء أبيدجان في ساحل العاج بشكل متزايد، للسيطرة على حركة التجارة إلى دول الساحل المغلقة اقتصاديا، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
ووفقاً لتقرير نُشر في مجلة "جون أفريك" الفرنسية، يشهد كلا الميناءين، اللذين يقعان في خليج غينيا، عمليات تحديث ضخمة ويعتمدان على استثمارات كبيرة في توسيع محطات الحاويات وتطوير الممرات التجارية لتوسيع نفوذهما في منطقة غرب أفريقيا.
وحافظ ميناء أبيدجان على ريادته التاريخية بمتوسط مناولة نحو 40 مليون طن في عام 2023، بينما بلغ حجم مناولة ميناء تيما 18.6 مليون طن.
ومع ذلك، تظهر المنافسة الحقيقية في قطاع الحاويات، فقد سجل ميناء تيما تقدماً طفيفاً في عام 2024 بتمرير 1.7 مليون وحدة مكافئة للحاويات (EVP) مقابل 1.6 مليون في ميناء أبيدجان.
وبحسب التقرير، يظل ميناء أبيدجان المحرك الاقتصادي الأبرز لساحل العاج، إذ يعالج نحو 75% من تجارتها الخارجية ويشكل 79% من إيراداتها الجمركية.
كما ضخ ميناء أبيدجان منذ عام 2012 أكثر من 1.1 تريليون فرنك أفريقي في تحديث بنيته التحتية، بما في ذلك توسيع قناة فيريدي، وافتتاح محطة حاويات ثانية، بالإضافة إلى منشآت جديدة للتحميل والتفريغ، وقد بلغت محطة الحاويات الثانية (TC2) عتبة المليون وحدة EVP في يوليو/تموز 2024.
ويعكف ميناء أبيدجان كذلك على تطوير مراكز لوجستية داخلية في مدن مثل فيركيسيدوغو وبوكيه وسان بيدرو؛ بهدف تسهيل الوصول إلى المناطق الداخلية.
وبحسب التقرير، يواجه ميناء أبيدجان تحديات كبيرة تتعلق بالازدحام، فقد وصلت أعداد السفن العالقة إلى 58 سفينة أسبوعياً في فبراير 2025، ما يشير إلى ارتفاع حركة المرور مع وجود اختناقات محتملة.
من جهة أخرى، شهد ميناء تيما نمواً كبيراً في حركة الحاويات عام 2024، إذ سجل زيادة بنسبة 27.8% ليصل إلى 1.7 مليون وحدة EVP، مع تمرير 95% من هذا الحجم عبر ميناء تيما.
ويشير التقرير إلى أن ميناء تيما يواصل تنفيذ استثمارات ضخمة لتحسين بنيته التحتية، إذ يستثمر مليار دولار لتوسيع قدرته من 2.5 مليون إلى 3.7 مليون وحدة EVP بحلول نهاية 2025.
كما يسهم استثمار غانا في تطوير خطوط السكك الحديدية الجديدة والممرات اللوجستية المتكاملة عبر مشروع "تيما-مباكادان"، الذي يربط ميناء تيما مع بوركينا فاسو، في تعزيز موقفه التنافسي.
وأوضح تقرير المجلة الفرنسية أنه رغم أن ميناء أبيدجان يظل متقدماً في الوقت الحالي، فإن ميناء تيما يضع نفسه كمنافس قوي قد يعيد تشكيل ديناميكيات التجارة البحرية في غرب أفريقيا بحلول عام 2027-2028.
وخلص إلى القول إن المنافسة بين الميناءين ستظل قائمة بشكل حيوي، مع تحديد المستقبل بناءً على الاستثمارات في البنية التحتية والقدرة على التعامل مع الأحجام المتزايدة من التجارة.