أثار فتح الادعاء التركي تحقيقا اليوم الاثنين، مع أحد أبرز الزعماء السياسيين المعارضين أوزغور أوزيل بعد تصريحات أدلى بها تنتقد الحكومة والرئيس، العديد من علامات الاستفهام حول هوية أوزيل.
وانتقد أوزيل في خطاب الحملة الآخذة في التوسع على مسؤولي البلديات التي تديرها المعارضة بعد أن اعتقلت السلطات التركية ثلاثة رؤساء بلديات آخرين يوم السبت بتهم فساد.
وأكدت وسائل إعلام تركية، أن الادعاء في العاصمة أنقرة سيحقق في التصريحات التي أدلى بها أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري يوم السبت، لاحتمال توجيه اتهامات له بإهانة الرئيس رجب طيب أردوغان والتحريض العلني على ارتكاب جريمة وإهانة وتهديد مسؤولين يتولون مناصب عامة.
فمن هو المعارض أوزغور أوزيل؟
برز اسم السياسي التركي أوزيل كأحد أبرز رموز المعارضة في تركيا، منذ انتخابه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 رئيسًا لحزب الشعب الجمهوري (CHP)، الحزب المعارض الأبرز في البلاد، خلفًا لزعيمه التاريخي كمال كليغدار أوغلو.
ويحمل أوزيل، المولود عام 1974 في مدينة مانيسا، خلفية أكاديمية في مجال الصيدلة، حيث تخرج من جامعة إيجة عام 1997، قبل أن يدخل معترك السياسة تدريجيًا من خلال العمل النقابي، وصولًا إلى عضوية البرلمان عام 2011 عن حزب الشعب الجمهوري.
ومنذ توليه قيادة الحزب، أطلق أوزيل حملة تهدف إلى تجديد دماء الحزب وتوسيع قاعدته الشعبية، من خلال خطاب منفتح وتحالفات موسعة مع قوى سياسية أخرى، من ضمنها قوى كردية ويسارية، في محاولة لمواجهة الهيمنة السياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقد دخل أوزيل في مواجهة مباشرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة بعد اعتقال عمدة إسطنبول ومرشح المعارضة السابق للرئاسة أكرم إمام أوغلو في نيسان/ أبريل 2025. ووصف أوزيل خطوة الاعتقال بأنها "انقلاب سياسي"، ودعا إلى احتجاجات حاشدة، مؤكداً أن المعارضة "لن تصمت أمام قمع إرادة الشعب".
ورغم الضغوط القضائية والسياسية المتصاعدة ضده، يواصل أوزيل حشد الدعم الشعبي، مطالبًا بإجراء انتخابات مبكرة، ومتهمًا الحكومة بـ"تقويض المؤسسات الديمقراطية وتوظيف القضاء لخدمة السلطة".
ويصف مراقبون أسلوب أوزيل بالهادئ والمنظم، مع قدرة لافتة على ضبط إيقاع المعارضة وتوجيهها نحو العمل الجماعي، مع التأكيد المتكرر منه أنه لا يسعى للترشح للرئاسة، بل يفضّل التركيز على بناء جبهة ديمقراطية قوية تقود البلاد نحو "انتقال سياسي سلمي".