مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
في مشهد مهيب يعكس حبًا عميقًا ووداعًا مؤثرًا، شيع العالم الكاثوليكي البابا فرنسيس اليوم السبت.
ووري البابا الثرى وفقًا لوصيته الأخيرة في واحدة من أقدس وأعرق كنائس روما.
أكثر من 150 ألف مؤمن شاركوا في توديع الحبر الأعظم الذي اختار قبرًا بسيطًا يرمز لتواضعه العميق، داخل البازيليكا التي طالما لجأ إليها للصلاة قبل رحلاته وبعدها.
أقيمت جنازة البابا فرنسيس في بازيليكا "سانتا ماريا ماجوري" بوسط روما، بحضور أكثر من 150 ألف مصلِ، فقد تمكن الجميع من إلقاء النظرة الأخيرة على الحبر الأعظم، الذي ووري في قبر من الرخام الليغوري.
وفقًا لوصيته الأخيرة التي أوردها في وصيته المكتوبة عام 2022، دفن البابا فرنسيس بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا في بازيليكا سانتا ماريا ماجوري.
وقد أعلن الفاتيكان يوم الخميس أن القبر سيكون من الرخام، ولن يحمل غير نقش واحد بسيط هو "Franciscus" (فرانسيس باللاتينية).
وفي بيان مقتضب مرفق بصورة، أوضح الفاتيكان أن الرخام المستخدم في صنع القبر مستقدم من منطقة ليغوريا شمال غربي إيطاليا، وهي المنطقة التي تعود إليها أصول بعض أسلاف البابا الأرجنتيني. وسيتزين القبر أيضًا بنسخة عن الصليب الصدري الذي كان البابا فرنسيس يرتديه خلال حياته.
وبحسب ما أفاد به الكرسي الرسولي، فقد جُهز القبر داخل فجوة جانبية بين مصلى سفورزا ومصلى بولين، إذ تُعرض الأيقونة الشهيرة "خلاص الشعب الروماني" التي اعتاد البابا زيارتها أكثر من 120 مرة خلال فترة حبريته.
وقد تدفق قرابة 200 ألف مؤمن إلى روما للمشاركة في مراسم التوديع.
سيكون قبر البابا فرنسيس في جنا جانبي من البازيليكا، بالقرب من مذبح القديس فرنسيس.
وتُعد بازيليكا سانتا ماريا ماجوري، المبنية في القرن الخامس والمكرسة للعذراء مريم، واحدة من أربع بازليكات بابوية في روما، وتضم قبور سبعة باباوات، آخرهم البابا كليمان التاسع الذي دفن هناك عام 1669.
كما تضم الكنيسة أيضًا قبر المعماري والنحات الشهير "البرنيني"، مصمم الأعمدة الشهيرة في ساحة القديس بطرس.
كان البابا فرنسيس شديد التعلق بمزار العذراء مريم، وكان يعتاد الصلاة هناك قبل كل رحلة خارجية وبعد عودته. وتُعد هذه البازيليكا رسميًا جزءًا من أراضي الفاتيكان، وقد شُيدت بطلب من البابا سيكستوس الثالث نحو عام 432 ميلاديًا.
وهي تحتضن كنوزًا دينية نادرة، منها أيقونة تُنسب إلى القديس لوقا، تمثل العذراء مريم وهي تحمل الطفل يسوع، بحسب شبكة "سي. نيوز" الفرنسية.
بكسر تقليد استمر أكثر من ثلاثمئة عام، اختار البابا فرنسيس أن يُدفن في سانتا ماريا ماجوري بدلًا من القبو التقليدي في بازيليكا القديس بطرس.
وأوضح في حديث سابق مع الكاتب الإسباني خافيير مارتينيز-بروكال، نشر في كتابه "الخَلَف" (El Sucesor)، أنه خلال زيارته للكنيسة، لمح فجوة صغيرة خلف تمثال العذراء ملكة السلام وقال: "هنا المكان المناسب"، وهناك تم تحضير قبره.
تقع بازيليكا سانتا ماريا ماجوري على قمة تل الإسكويلين، وهي تحفة معمارية فريدة من نوعها، لا تزال تحتفظ بهيكلها الأصلي منذ بنائها في القرن الخامس.
وتضم من أروع الفنون الفسيفسائية، التي تعود إلى عهد البابا سيكستوس الثالث (432-440)، ما يجعلها أكبر وأقدم كنيسة رومانية مكرسة للعذراء مريم.
